حنانيك بعض الشر أهون من بعض

هو: الحارث بن عباد (ت 50 ق.هـ) شهد حرب البسوس بين قومه بكر بن وائل وتغلب بن وائل، وكان قد اعتزلها بقومه وأهل بيته ومن أطاعه من قبائل بكر حتى أسرف المهلهل (الزير سالم) في القتل ، ارسل الحارث ابنه بجير الى المهلهل يفاوضه في الصلح وسلمه رساله مكتوب فيها : إذا لم ترضى بالدية والفداء فهذا ابني بجير فاقتله بدم كليب !! فقام المهلهل فمزق الرساله ثم قتل بجير وقال : ولا بشسع نعل كليب ، فلما علم الحارث بذلك ، قال قصيدة طويلة تزيد عن مئة بيت مطلع القصيدة:

قربا مربط النعامة مني
           لقحت حرب وائل عن حيال

فجمع الحارث بن عباد قومه وبكر بن وائل لمواجهة تغلب وفي يوم تحلاق اللمم أسر الحارث بن عباد المهلهل عدي بن ربيعة وهو لا يعرفه فقال له : "دلني على عدي وأخلي عنك" ، فقال له عدي : "عليك العهد بذلك إن دللتك عليه"، قال : "نعم" ، قال: "فأنا عدي" ، فجز ناصيته وتركه وقال فيه :

لهف نفسي على عدي ولم أع
              رف عدياً إذ أمكنتني اليدان
وآلا الحارث ألا يصالح بني تغلب حتى تكلمه الأرض ، فلما كثرت وقائعه في تغلب ورأوا أنهم لا يستيطعون حربه حفروا سرباً تحت الأرض وأدخلوا فيه رجلاً وقالوا له : إذا مر بك الحارث فغن بهذا البيت :

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا
      حنانيك بعض الشر أهون من بعض
فلما مر الحارث به قال الرجل هذا البيت ، فأمسك الحارث عن حربهم واصطلحت قبيلتا بكر وتغلب وانتهت حرب البسوس .



 نهاية الإرب في فنون الأدب - ج4

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب