المشاركات

لا تظهر الشكوى

يقول الأحنف : شكوت إلى عمي وجعاً فنهرني فقال : إذا نزل بك شيء فلا تشكه إلى أحد ، فإنما الناس رجلان ، صديق تسوءه ، وعدو تسره  يا ابن أخي إحدى عيني ما أبصر بها سهلا ولا جبلا من أربعين سنة وما اطلعت على ذلك امرأتي ولا أحد من أهلي 

حذر الموت

ذكر البغوي في تفسير قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ )  قال أكثر أهل التفسير : كانت قرية يقال لها : داوردان قبل واسط بها وقع الطاعون فخرجت طائفة منها وبقيت طائفة فهلك أكثر من بقي في القرية وسلم الذين خرجوا فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين فقال الذين بقوا : أصحابنا كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا لبقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن إلى أرض لا وباء بها فوقع الطاعون من قابل فهرب عامة أهلها وخرجوا حتى نزلوا واديا أفيح فلما نزلوا المكان الذي يبتغون فيه النجاة ناداهم ملك من أسفل الوادي وآخر من أعلاه : أن موتوا فماتوا جميعا . وقال الكلبي ومقاتل والضحاك : إنما فروا من الجهاد وذلك أن ملكا من ملوك بني إسرائيل أمرهم أن يخرجوا إلى قتال عدوهم فعسكروا ثم جبنوا وكرهوا الموت فاعتلوا وقالوا لملكهم : إن الأرض التي تأتيها بها الوباء فلا نأتيها حتى ينقطع منها الوباء فأرسل الله عليهم الموت فخرجوا من ديا...

أبصر ماتقول ؟

حدث الصحابي المستورد بن شداد رضى الله عنه ، فى مجلس كان فيه عمرو بن العاص رضى الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « تقوم الساعة والروم أكثر الناس ». فقال له عمرو بن العاص رضى الله عنه : «أبصر ما تقول». أي تأكد هل سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تقوم الساعة والروم أكثر الناس ». فقال عمرو بن العاص رضى الله عنه : أما لئن قلت ذلك إن فيهم خصالا ً أربعا : « إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وأرحمهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك ».

اقتلوا قاتل الكلب

يروى أن رجلاً حكيما ينتمي لإحدى القبائل العربية القديمة كان يعيش مع أولاده وبناته في إحدى البوادي وكان لهم إبل وغنم يرعونها  ويعتاشون منها ، ولهم كلب يحمي الغنم من الذئاب واللصوص.  وفي يومٍ من الأيام جاء احد السفهاء وقتل كلب الحراسة . هرع الأبناء وأخبروا والدهم الشيخ  بالأمر وقالوا له : - إن فلانا إبن فلان قتل كلبنا، فبماذا تُشير علينا؟  فقال : - اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب . تعجّب  الأبناء من جواب والدهم ،  وتشاوروا فيما بينهم ، هل ينفذون أمر أبيهم بقتل قاتل كلبهم ؟ وبعد طول جدال استقرّ رأيهم  على أن أبيهم قد كَبُرَ وأصاب عقله الخرف  ، فهل من المعقول أن يُقدِموا على قتل إنسان مقابلَ كلب، وأهملوا أمر أبيهم ولم ينقادوا لمشورتِه.  مرّت الأيّام تتالى وبعد حوالي شهرين ونيِّف هجم اللصوص وساقوا إبل الرجل  وغنمه دون أن يعترضهم أحد . فزِع  أبناء الشيخ الى أبيهم وقالوا إن اللصوص هجموا علينا وساقوا الإبل والغنم. فردّ عليهم أبوهم : اذهبوا واقتلوا قاتل الكلب. خرج أبناؤه  وهم يقولون إنّ أبانا أصابه الجنون نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل والغنم فيقول اقتلوا قاتل الكلب . وما هي إلاّ  فترة قصيرة حتى غزتهم...

لا خير فينا إن ذل راعينا

اعتقل ملك من ملوك العرب رجلاً من قبيلة أخرى!فجاءت قبيلته بشيوخها وأمرائها تشفع فيه، فقال الملك: مَن هذا الرجل الذي جئتم كلكم لتشفعوا فيه؟ فقالوا بصوت واحد: هو ملكنا! فقال: لم يخبرنا عن نفسه، فقالوا: أنف أن يذلّ نفسه، فأراد أن يريك عزته بقومه، فأطلقه لهم، وبعد أيام جاءه الخبر أن ذلك الرجل ما هو إلا راعي الإبل عندهم، فأرسل إليهم الملك يستفسر مما صنعوه! فجاءه الرد منهم: (لا خير فينا إن ذَلَّ راعينا).

الحر حر جهنم

ذكر المبرد في الكامل أن الأصمعي يقول : دخل شهر رمضان وأنا بمكة فخرجت إلى الطائف لأصوم بها هربا من حر مكة فلقيني أعرابي ، فقلت له : إلى أين تريد ؟ فقال : أريد هذا البلد المبارك لأصوم هذا الشهر المبارك فيه . فقلت له : أما تخاف الحر  فقال الأعرابي: من الحر أفر  يقصد النار 

الخوف يحصد الأرواح

يروي العرب أن الوباء لقي قافلة وهي في طريقها إلى بغداد، فسأله شيخ القافلة : وفيم أنت مسرع إلى بغداد؟ فأجاب الوباء : لأحصد ألف نسمة فلما لقي الوباء مرة ثانية، وهو قافل من بغداد قال له الشيخ ساخطا : لقد خدعتني فقد حصدت خمسة آلاف بدلا من ألف، فقال له الوباء : كلا لم أحصد سوى ألف نسمة أما الخوف فهو الذي قتل البقية