المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2015

ملومكما يجل عن الملامِ

يقول المتنبي في قصيدته في الحمى : مَلُومُكُمَا يَجِلُّ عَنِ المَلامِ                  وَوَقْعُ فَعَالِهِ فَوْقَ الكَلامِ ذَرَاني وَالفَلاةَ بِلا دَليلٍ               وَوَجْهي وَالهَجِيرَ بِلا لِثَامِ فإنّي أسْتَرِيحُ بذي وَهَذا                  وَأتْعَبُ بالإنَاخَةِ وَالمُقَامِ عُيُونُ رَوَاحِلي إنْ حِرْتُ عَيني                 وَكُلُّ بُغَامِ رَازِحَةٍ بُغامي فَقَدْ أرِدُ المِيَاهَ بِغَيرِ هَادٍ             سِوَى عَدّي لهَا بَرْقَ الغَمَامِ يُذِمّ لِمُهْجَتي رَبّي وَسَيْفي          إذا احْتَاجَ الوَحيدُ إلى الذّمَامِ وَلا أُمْسِي لأهْلِ البُخْلِ ضَيْفاً            وَلَيسَ قِرًى سوَى مُخّ النّعامِ وَلمّا صَارَ وُدّ النّاسِ خِبّاً            جَزَيْتُ على ابْتِسامٍ بابْتِسَامِ وَصِرْتُ أشُكُّ فيمَنْ أصْطَفيهِ ...

نصائح نصر بن سيار

كان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر الفقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان والياً محنكاً حازماً. فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع، ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة. ويقول: ابلغ يزيد وخير القول أصدقه                      وقد تبينت ألا خير في الكذب إن خراسان أرض قد رأيت بها                 بيضاء لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب فراخ عامين إلا أنها كبرت                       لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها                        يلهبن نيران حرب أيّما لهب فلم يمده بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق ف...

صنت نفسي عما يدنس نفسي

يسر الله لي الجلوس مع إستاذنا القدير أ : محمد بن علي العبد اللطيف فأمتعنا وأستمتعنا بحديثة ومما أمتعنا به سينية البحتري (ت284هـ) فأحببت نقلها لكم . امتطى البحتري مطيته حاملاً همومه إلى بلاد الفرس البالية ، لعله يجد في مصيبتها بفقد أهلها ما يخفف من مصيبته وفجيعته بفقد المتوكل وشعوره بالجفوة من قبل المنتصر والقصيدة تقع في ستة وخمسين بيتا ، عشرة منها في ذكر حاله و شكوى دهره ، وستة في السبب التاريخي لهذه الوقفة ، ثم ستة في ذكر عظمة الفرس ، وستة في ذكر أحوال خاصة. وما بقي وصف للإيوان وقد تفنن فيه الشاعر في الوصف ،و قد فاضت خواطره و تأملاته و آلامه   فيقول :   صنت   نفسي  عما يدنس   نفسي *** وترفعت عن جدا كل جبس وتماسكت حين زعزعني الدهـ *** ـر التماسا منه لتعسي ونكسي   بلغ من صبابة العيش عندي *** طففتها الأيام تطفيف بخس وبعيد مابين وارد رفه *** علل شربه ووارد خمس وكأن الزمان أصبح محمو *** لا هواه مع الأخس الأخس واشترائي العراق خطة غبن*** بعد بيعي الشآم بيعة وكس لاترزني مزاولا لاختباري<*** بعد هذي البلوى فتنكر مسي وقديما عهدتني ذا هنات *** آبيات ...