جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي
قيل : دخل رجل من بنى عذرة على عبد الملك بن مروان (ت86هـ) يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة : جرير(ت110هـ) والفرزدق (ت110هـ)والاخطل (ت92هـ) فلم يعرفهم الأعرابي فقال عبد الملك للأعرابي :
هل تعرف اهجي بيت قالته العرب في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير :
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فقال : أحسنت ، فهل تعرف امدح بيت قيل في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير فيك :
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
فقال : أصبت وأحسنت ، فهل تعرف ارق بيت قيل في الإسلام ؟
قال : نعم قول جرير :
إن العيون التي في طرفها حورٌ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن اضعف خلق الله إنسانا
فقال عبدالملك : احسنت فهل تعرف جرير ؟
قال : لا والله ، وإني إلى رؤيته لمشتاق
قال : فهذا جرير وهذا الفرزدق وهذا الاخطل
فانشأ الأعرابي يقول :
فحيا الإله أبا حزرة
وأرغم انفك يا أخطل
وجد الفرزدق اتعس بـه
ودق خياشيمه الجندل
فانشا الفرزدق يقول :
بل أرغم الله آنفا أنت حامله
يا ذا الخنا ومقال الزور والخطل
ما أنت بالحكم الذي ترضي حكومته
ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
ثم انشا الاخطل يقول :
ياشر من حملت ساق على قدم
ما مثل قولك في الأقوام يحتمل
إن الحكومة ليست في أبيك ولا
في معشر أنت منهم انهم سفل
فقام جرير مغضبا وقال :
أتشتمان سفاها خيركم حسبا
ففيكم وإلهي الزور والخطل
شتمتماه على رفعي ووضعكما
لا زلتما في سفل أيها السفل
ثم وثب جرير فقبل راس الأعرابي وقال : يا أمير المؤمنين جائزتي له وكانت خمسة آلاف .
فقال عبد الملك : وله مثلها من مالي .
فقبض الأعرابي ذلك كله وخرج .
تعليقات
إرسال تعليق