وما العاشق المسكين فينا بسارق

قال المبرد : جلس خالد بن عبد الله القسري (ت126هـ) ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرقه ، فسأله عما حكي عنه، فأقر بالتهمة، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن من وجهها، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها :

أخالد قد أنطيت والله غشوة
          وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقر بما لم يأته المرء أنه رأى
            القطع خيرا من فضيحة عاشـق
ولولا الذي قد خفت من قطع كفه
           لألفيت في أمر الهوى غير ناطق
إذا بدت الرايات للسبق في العلى
               فأنت ابن عبد الله أول سابق

فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قولها ،  فأحضر أولياء الجارية فقال لهم : تزوجوا يزيد فتاتكم ، فقالوا: أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا ، فقال خالد : لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين ، فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده .




الكامل للمبرد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب