كعب الأزدي وعمر بن الخطاب

 كان كعب بن سور الأزدي كان جالساً عند عمر بن الخطاب (ت23هـ) فجاءت امرأة ، فقالت: يا أمير المؤمنين: ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي إنه ليبيت ليلة قائماً، ويظل نهاره صائماً في اليوم الحار ما يفطر، فاستغفر لها وأثنى عليها. وقال: مثلك أثنى الخير...ثم استحيت المرأة فقامت راجعة ، فقال كعب: يا أمير المؤمنين ، هلا أعنت المرأة على زوجها أن جاءتك تستعديك ؟ قال : أو ذاك أرادت ؟ قال: نعم... فردت ، فقال: لا بأس بالحق أن تقوليه ، إن هذا زعم أنك جئت تشتكين زوجك ، أنه يجتنب فراشك .
قالت: أجل إني امرأة شابة ، وإني أتتبع ما يتبع النساء ، فأرسل إلى زوجها فجاءه . فقال لكعب : اقض بينهما ، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهمه . فقال كعب : أمير المؤمنين أحق أن يقضي بينهما ، فقال : عزمت عليك لتقضين بينهما ، فتكلمت المرأة فقالت :
 يا أيها القاضي الحكيم رشده
           ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زهده في مضجعي تعبده
                           نهاره وليله ما يرقده
ولست في أمر النساء أحمده
              فأقض القضاء يا كعب لا تردده

فقال الزوج:

إني امرؤ أذهلني ما قد نزل
       في سورة النور وفي السبع الطول
زهدني في فرشها ما في الحجل
               وفي كتاب الله تخويف جلل
     فحثها في ذا على حسن البعل
 
فقال كعب:
إن أحق القاضيين من عقل
          ثم قضى بالحق جهداً وفصل
إن لها حقاً عليك يا بعل
            نصيبها من أربع لمن عدل
   فأعطها ذاك ودع عنك العلل

فقال عمر : والله ما ادري من أيكم اعجب ! إذهب فقد وليتك قضاء البصرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب