قاهرة الروس
قاهرة الروس "نينه خاتون "
إنها المرأة العثمانية التي يعرفها الروس جيدا إلى يومنا هذا ، إنها نينه خاتون .
كانت تعيش في حي من أحياء أرضروم في الدولة_العثمانية يُعرف باسم العزيزية ، و كان هذا الحي يقع بالقرب من أحد الحصون الهامة التي كانت تدافع عن المدينة ضد جحافل الجيوش الروسية ، وفي الليلة السابعة من ذو القعدة عام ١٢٩٤هـ قام الجيش الروسي بالاستيلاء على حصن العزيزية بعد أن قتل كل الحامية العثمانية التي إستبسلت في القتال . و كان لدى نينه خاتون شقيق يُدعى حسن ، توفي متأثرًا بجراحٍ شديدة للغاية في مساء هذا اليوم .
و في الصباح عندما وصل إليها خبر استيلاء الروس على حصن العزيزية ، قبّلت شقيقها المتوفى و أقسمت أن تنتقم لموته .
تركت نينه وراءها في المنزل ابنتها الصغيرة ذات الأشهر الثلاثة و دموعها تمتزج بدموع إبنتها التي ستفارقها ، وانضمت إلى الاهالي الذين قرروا لقاء العدو انتقاما للدين و الوطن و لشباب الجيش الذين قاتلوا حتى قتلوا ، و اصطحبت معها بندقية شقيقها المتوفى ، بالإضافة إلى فأس صغيرة .
و مع أن الهجمات قام بها المدنيون العثمانيون و معظمهم من النساء و كبار السن المسلحين بالفؤوس و معدات الزراعة إلا أنها كانت في عيون الجيش الروسي أقوى من جيوش الدنيا . زحف الاهالي بسلاحهم البسيط ليواجهه الترسانة الروسية و في مقدمتهم نينه خاتون التي أخذت تركض حتى سبقت الاهالي في الهجوم . في نظرهم هي معها فأس و بندقية فقط ، لكنها كانت ترى أن الله معهم ضد الظلم و الاحتلال .
تجهز الجيش الروسي وهو يرتجف فهو لا يقابل جيش ولا أسلحة ثقيلة ، إنه يقابل قلوب كالجبال و الحديد إبتدأ القتال و قُتل مئات من المدنيين العثمانيين برصاص الجانب الروسي و لكن غلب الإصرار و الحق في النهاية ، واستطاعوا دخول الحصون بعد أن كسروا أبوابها الحديدية . و أسفر القتال الذي دار بالأيدي و الفؤس و السكاكين عن مقتل نحو 2000 جندي روسي و هرب بقية الجنود الروس .
وعندما عُثر على نينه خاتون كانت فاقدة الوعي و مصابة ، و كانت يداها المخضبتان بالدماء لا تزال تقبضان بشدة على فأسها . و كانت نيني خاتون باعتراف الجميع هي الأكثر بطولية ، و أصبحت رمزًا للشجاعة ليس في تركيا فقط بل في روسيا أيضاً .
و لما زار الجنرال الأمريكي ريدجواي تركيا في عام 1952 أصر على رؤيتها ، وعندما سألها عما إذا كان من الممكن أن تشارك في حرب جديدة ؟ أجابته بقولها " بالتأكيد سأفعل ."
عُرفت نينه خاتون باسم " أم الجيش الثالث ". و حصلت على لقب " أم الأمهات " و توفيت نينه خاتون عام 1955 .
تعليقات
إرسال تعليق