إنما طيبته العافية

حج الحجاج بن يوسف (ت95هـ) فمر بين مكة والمدينة ، فأُتي بغدائه فقال لحاجبه : انظر من يأكل معي ، فذهب الحاجب وإذا بأعرابي نائم فأوقظه ، وقال : أجب الأمير ، فقام ، فلما دخل على الحجاج قال له : اغسل يديك ثم تعال تغد معي ، فقال الأعرابي : إنه دعاني من هو خيرٌ منك ، فأجبته ، قال : من هو ؟ قال : الله ، دعاني لصوم فأجبته ، قال الحجاج : في هذا الحر الشديد ؟ قال : نعم ، وصمت ليوم هو أشد حراً منه ، فقال الحجاج : أفطر وصُم ليوم غد ، قال : إن ضمنت لي البقاء إلى الغد . قال الحجاج : ليس ذلك بيدي ، قال : كيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه ؟ فقال الحجاج : إن طعامنا طعام طيب ، قال الأعرابي : لم تطيبه أنت ولا الطباخ ، إنما طيبته العافية .
 
 
 
البداية والنهاية المجلد 12

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب