المنذر بن سعيد البلوطي
المنذر بن سعيد البلوطي (ت355هـ) روي أنه نقد الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله نقدًا لاذعًا مبطّنًا من على المنبر في خطبة الجمعة بسبب إسرافه في الإنفاق على بناء مدينة الزهراء ، فتأذى من ذلك النقد عبد الرحمن حيث أسر لابنه الحكم قائلاً : «والله لقد تعمدني منذر بخطبته ، وما عني بها غيري ، فأسرف علىّ وأفرط في تقريعي وتفزيعي ، ولم يحسن السياسة في وعظي ، فزعزع قلبي وكاد بعصاه يقرعني» . وقد أقسم أن لن يصلي خلفه صلاة الجمعة بعدئذ ، ولم يلجأ إلى عقاب القاضي أو مسه بأي ضرر، بعدها قال له ولده الحكم : « وما لذي يمنعك والإستبدال به؟ » ، فزجره أبوه ونهره قائلاً له : « أمثل المنذر بن سعيد في فضله وخيره وعلمه ؟ لا أم لك . يعزل لإرضاء نفس ناكبة عن الرشد سالكة غير القصد !!، وهذا ما لا يكون . وإني لأستحي من الله ألا أجعل بيني وبينه في صلاة الجمعة شفيعًا مثل المنذر في ورعه وصدقه ، ولكنه أحرجني ، فأقسمت وودت أن أجد سبيلاً إلى كفارة يميني بملكي ، بل يصلي بالناس حياته وحياتنا إن شاء الله، فما أظننا نعتاض منه أبدا».
تاريخ علماء الأندلس ابن الفرضي
تعليقات
إرسال تعليق