الرشيد وبهلول
خرج هارون الرشيد (ت193هـ) إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة إذ أبصر بهلولا المجنون على قصبة ، وخلفه الصبيان وهو يَعدو ، فقال الرشيد : من هذا ؟ فقيل له : بهلول المجنون ، فقال : كنت أشتهي أن أراه ، فادعوه من غير ترويع ، فذهبوا إليه وقالوا : أجب أمير المؤمنين ، فلم يجب ، فذهب إليه الرشيد ، وقال : السلام عليك يا بهلول ، فقال : وعليك السلام يا أمير المؤمنين ، فقال الرشيد : دعوتك لاشتياقي إليك ، فقال بهلول : ولكني لم أشتق إليك ! فقال الرشيد : عظني يا بهلول ، فقال : بما أعظك ؟ هذي قصورهم وهذي قبورهم ، فقال الرشيد : زدني ، فقال بهلول : يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالاً وجمالاً ، فعف في جماله ، وواسى في ماله كتب في ديوان الأبرار ، فظن الرشيد أنه يريد شيئاً ، فقال : قد أمرنا لك أن نقضي دينك ، فقال بهلول : لا يا أمير المؤمنين ، لا يقضى الدين بدين ، اردد الحق إلى أهله ، واقض دين نفسك من نفسك ، فقال الرشيد : فإنا قد أمرنا أن يجري عليك ، فقال بهلول : يا أمير المؤمنين ، أترى الله يعطيك وينساني !!! ثم وكز عصاه فولى هارباً .
عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري
تعليقات
إرسال تعليق