أفزعت منها ملك الروم

قال أبو نواس الحكمي (ت199هـ) دعاني يوما بعض الحاكة ، وألح علي ليضيفني في منزله ، ولم يزل بي حتى أجبته ، فسار إلى منزله وسرت معه ، فإذا منزل لا بأس به ، وقد احتفل الحائك فلم يقصر ، فأكلنا وشربنا ، ثم قال : يا سيدي ، أشتهي أن تقول في جاريتي شيئا من الشعر وكان مغرما بجارية له قال أبو نواس فقلت : أرنيها حتى أنظم على شكلها ، وحسنها ، فكشف عنها الحجاب ، فإذا هي من أسمج خلق الله وأوحشهم ، سوداء شمطاء ديدانية يسيل لعابها على صدرها فقلت لسيدها : ما اسمها ؟ فقال : تسنيم . فأنشأت أقول :
أســـهرَ ليــلي حــُبُ تســنيم
           جاريــةٌ فــي الحُسنِ  كـالبومِ
كأنمــــا نكهتهـــا كـــامخ
              أو حزمــة مــن حــزم الثـوم
وضـرطت مـن حـبي لهـا ضرطة
              أفــزعت منهــا ملــك الــروم

قال أبو نواس : فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ، ويفرح ويقول : شبهها والله بملك الروم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب