مامعنا أحدٌ في البيت

كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد بن يزيد (ت126هـ) يأتيه ويؤانسه فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج إذ أتاه الآذن فقال : أصلح الله الأمير رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم غازياً فأحب السلام عليك فقال الوليد : دعه ، فقال عبد الله : وماعليك ؟ ائذن له فنظل نحن على لعبنا فادع بمنديل يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود ، ففعل ثم قال : ائذن له ، فإذا هو هيبة وبين عينيه أثر السجود وهو معتم قد رجل لحيته فسلم ثم قال : أصلح الله الأمير قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك فقال الوليد : حياك الله وبياك وبارك عليك ثم سكت عنه فلما أنس ، أقبل عليه الوليد فقال : يا خال هل جمعت القرآن ؟ قال : لا ، كانت لنا شغلتنا عنه شواغل ، فقال الوليد : أحفظت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومغازيه واحاديثه شيئاً ؟ فقال : لا ، كانت شغلتنا عن ذلك شواغل . فقال الوليد : فأحاديث العرب وأشعارها ؟ فقال : لا ، فقال الوليد : فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها ؟ فقال : لا ، فقال الوليد : فأحاديث العجم و آدابها قال : ذاك شيء ماطلبته ، فرفع الوليد المنديل وقال : شاهك ، فقال عبد الله : سبحان الله ، فقال الوليد : لا والله ما معنا في البيت أحد ، فلما رأى ذلك الرجل خرج و أقبلوا على لعبهم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب