محمد بن مسلمه
روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من لكعب بن الأشرف فإنه قد أذى الله ورسوله , فقام محمد بن مسلمة (ت43هـ) فقال : يا رسول الله أتحب أن أقتله , قال : نعم , قال : فأذن لي أن أقول شيئا ، قال : قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال : إن هذا الرجل قد سألنا صدقة وإنه قد عنانا وإني قد أتيتك أستسلفك , فقال كعب : وأيضا والله لتملنه , قال ابن مسلمه : إنا قد اتبعناه فلا نحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه ، وقد أردنا أن تسلفنا , قال : نعم ارهنوني , قلت : أي شيء تريد , قال : ارهنوني نساءكم , فقال : كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب , قال : فارهنوني أبناءكم , قال : كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال : رهن بوسق أو وسقين هذا عار علينا ولكن نرهنك اللأمة - يعني السلاح - ، فواعده أن يأتيه ليلا فجاءه ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة ، فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم ، فقالت له امرأته : أين تخرج هذه الساعة ؟ فقال : غير عمرو , قالت : أسمع صوتا كأنه يقطر منه الدم , قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ، ورضيعي أبو نائلة ، إن الكريم لو دعى إلى طعنة بليل لأجاب .
ثم دخل محمد بن مسلمة معه رجلين ، فقال : إذا ما جاء فإني مائل بشعره فأشمه ، فإذا رأيتموني استمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه ، فنزل إليهم متوشحا وهو ينفح منه ريح الطيب ، فقال ابن مسلمه : ما رأيت كاليوم ريحا أي أطيب , فقال : أتأذن لي أن أشم رأسك , قال : نعم ، فشمه ثم أشم أصحابه ، فلما استمكن منه قال : دونكم ، فقتلوه ثم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه .
صحيح البخاري
تعليقات
إرسال تعليق