عبيد الله بن عباس
عن أبان بن عثمان قال : أراد رجل أن يضار عبيد الله بن عبَّاس ، فأتى وجوه قريش فقال : يقول لكم عبيد الله : تغدوا عندي اليوم ، فأتوه حتى ملئوا عليه الدَّار، فقال : ما هذا ؟ فأُخْبِر الخبر، فأمر عبيد الله بشراء فاكهة ، وأمر قومًا فطبخوا وخبزوا، وقدِّمت الفاكهة إليهم ، فلم يفرغوا منها حتى وُضِعَت الموائد ، فأكلوا حتى صدروا، فقال عبيد الله لوُكَلَائه : أَوَ موجود لنا هذا كلَّ يومٍ ؟ قالوا: نعم ، قال فليتغدَّ عندنا هؤلاء في كلِّ يوم .
وقال المدائني: (أوَّل مَن سنَّ القِرَى إبراهيم الخليل عليه السَّلام ، وأوَّل مَن هشم الثَّريد هاشمٌ ، وأوَّل مَن فطَّر جيرانه على طعامه في الإسلام عبيد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما ، وهو أوَّل مَن وضع موائده على الطَّريق ، وكان إذا خرج مِن بيته طعامٌ لا يعاود منه شيءٌ ، فإن لم يجد مَن يأكله تركه على الطَّريق ).
وذُكر أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أتاه سائل وهو لا يعرفه ، فقال له : تصدَّق عليَّ بشيءٍ ، فإنِّي نُبِّـئت أنَّ عبيد الله بن العبَّاس أعطى سائلًا ألف درهم واعتذر إليه ، فقال : وأين أنا مِن عبيد الله فقال : أين أنت منه في الحسب أم في الكَرَم ؟ قال : فيهما جميعًا ، قال : أمَّا الحسب في الرَّجل فمروءته وفعله ، وإذا شئت فعلتَ ، وإذا فعلت كنت حسيبًا ، فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه مِن ضيق نفقته ، فقال له السَّائل : إن لم تكن عبيد الله بن العبَّاس فأنت خير منه ، وإن كنت إيَّاه فأنت اليوم خير منك أمس ، فأعطاه ألفًا أخرى ، فقال له السَّائل : هذه هزَّة كريم حسيب .
وقال الأصمعيُّ: حدَّثنا ابن عمران قاضي المدينة ، أنَّ طَلْحَة كان يقال له : طَلْحَة الخير ، وطَلْحَة الفيَّاض ، وطَلْحَة الطَّلَحَات ، وأنَّه فدى عشرة مِن أسارى بدر وجاء يمشي بينهم ، وأنَّه سُئل برحم ، فقال : ما سُئِلت بهذه الرَّحم قبل اليوم، وقد بعت حائطًا لي بتسعمائة ألف درهم وأنا فيه بالخيار، فإن شئت ارتجعته وأعطيتكه، وإن شئت أعطيتك ثمنه) .
- وقال المدائني: (إنَّما سمِّي طَلْحَة بن عبيد الله الخزاعي: طَلْحَة الطَّلَحَات، لأنَّه اشترى مائة غلام وأعتقهم وزوَّجهم، فكلُّ مولود له سمَّاه طلحة) .
تعليقات
إرسال تعليق