المبرّد عند المتوكل

قرأ المتوكل يوما في حضرة الفتح بن خاقان قول الله تعالى:

وَمَا يُشعِرُكم أنها إذا جاءت لا يؤمنون 

بفتح همزة (أن)، فقال له الفتح : إنها يا سيدي بالكسر، وصمم كل منهما على أنه على صواب ،  فتبايعا على عشرة آلاف درهم يدفعها من لا يكون الحق في جانبه . فتحاكما إلى يزيد بن محمد المهلبي ، وكان صديقا للمبرد ، ولكنه خاف أن يسخط أيا منهما، فأشار بتحكيم المبرد، فلما استدعاه الفتح وسأله عنها قال : «إنها بالكسر، وهو الجيد المختار، وذكر تفسير ذلك والأدلة عليه».

فلما دخلوا على المتوكل سأله عنها، فقال : «يا أمير المؤمنين، أكثر الناس يقرءونها بالفتح»، فضحك المتوكل وضرب رجله اليسرى، وقال: «أحضر المال يا فتح».

فلما خرجوا من عنده عاتبه الفتح فقال المبرد: «إنما قلت: أكثر الناس يقرءونها بالفتح، وأكثرهم على الخطأ، وإنما تخلصت من اللائمة، وهو أمير المؤمنين».

وتوثقت صلته بالفتح الذي أعجب بعلمه وذكائه وغزارة علمه وحسن حديثه؛ فكان كل منهما يحرص على ود صاحبه، ويقدر له مكانته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب