لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم
حج سليمان بن عبد الملك (ت99هـ) فمر على المدينة فقال : أهاهنا أحد يذكرنا ؟ فقيل له : أبو حازم فأرسل إليه فدعاه ، ................ ، فقال سليمان : يا أبا حازم مالنا نكره الموت ؟ قال : لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم الدنيا فكرهتم أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب ، فقال سليمان : صدقت ، فكيف القدوم على الله غداً ؟ قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء فكالعبد الهارب يرجع إلى سيده ، .............. ، فقال سليمان : يا أبا حازم كيف لنا نصلح للناس ؟ قال : تدع الصلف ، وتستمسك بالمروءة ، وتقسم بالسوية ، فقال سليمان : كيف المأخذ ؟ قال : أن تأخذ المال من حله وتضعه في أهله ، فقال سليمان أوصني ، قال : عظم ربك ونزهه أن يراك حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك ، ثم قام . فبعث إليه سليمان بمئة دينار وكتب إليه أنفقها ولك مثلها كثير ، فردها عليه وكتب : (( ...... يا أمير المؤمنين ، إن كانت هذه عوضاً لما حدثتك فالميته ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحلُ من هذه ، وإن كانت هذه حق لي في بيت المال فإن سويت بيننا وإلا فلا حاجة لي فيها ))
وفيات الأعيان الجزء 2 لابن خلكان
تعليقات
إرسال تعليق