محادثة الرجال

قال المأمون (ت218هـ) يوماً للحسن بن سهل : نظرت في اللذات فوجدتها كلها مملوله سوى سبعة : خبز الحنطة ، ولحم الغنم ، والماء البارد ، والثوب الناعم ، والرائحة الطيبة ، والفراش الوطيء ، والنظر إلى الحسن من كل شيء . فقال الحسن بن سهل فأين أنت يا أمير المؤمنين من محادثة الرجال ، فقال المأمون : صدقت وهي أولاهن .
وقال سليمان بن عبدالملك (ت99هـ) أكلت الطيب ، ولبست اللين ، وركبت الفاره ، وافتضضت العذراء ، فلم يبق من لذاتي إلا صديق أطرح معه مؤنة التحفظ .
 
وما بقيت من الذات إلا
              محادثة الرجال ذوي العقولِ
وقد كنا نعدهم قليلاً
          فقد صاروا اليوم أقل من القليلِ
 
قيل لابن السماك : أي الإخوان أحق ببقاء المودة ؟ قال : الوافر دينه ، الوافي عقله ، الذي لا يملك على القرب ولا ينساك على البعد ، إن دنوتَ منه أدناك ، وإن بعدت عنه راعاك ، وإن استعنت به عضدك ، وإن احتجت إليه رفدك ، وتكون مودة فعله أكثر من مودة قوله .
وقال ابن عباس : لجليسي علي ثلاث :
أن أرمقه بطرفي إذا أقبل
وأوسع له إذا جلس
وأصغي له إذا حدث

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب