على ماكان من غدرك
قال ابن الكلبي لما فتح عمرو بن العاص (ت٤٣هـ) قيسارية سار حتى نزل على غزة فبعث إليه ملكها أن أرسل إلي رجًلا من أصحابك أكلمه ، ففكر عمرو فقال : ما لهذا العلج أحد غيري ، فقام حتى دخل على العلج فكلمه ، فسمع كلامًا لم يسمع مثله قط فقال له العلج : حدثني هل من أصحابك أحد مثلك ؟ قال عمرو : لا تسأل عن هواني عندهم إذا بعثوني إليك وعرضوني للمهالك ، فلا يدرون ماتصنع بي ، فأمره بالإنصراف ، وأعطاه جائزة وكسوة ، وبعث إلى البواب إذا مر بك
فاضرب عنقه وخذ ما معه ، فمر برجل من النصارى من غسان فعرفه ، فقال يا عمرو : قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج ، فرجع فقال له الملك : ما ردك إلينا ، قال : نظرت فيما أعطيتني فلم أجد ذلك ليسع بني عمي فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية فيكون معروفك عند عشرة خيرًا من أن يكون عند واحد ، قال الملك : صدقت أعجل بهم ، وبعث إلى البواب خل سبيله ، فخرج عمرو وهو يلتفت ، حتى إذا أمن ، قال : لا عدت لمثلها أبدًا ، فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج ، فقال العلج له : أنت هو.. قال على ما كان من غدرك .
الأذكياء لابن الجوزي
تعليقات
إرسال تعليق