وفد نصراني يطلب حكم المسلمين
وفد نصراني يطلب حكم المسلمين
لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني (ت855هـ) مدينة سلا عام 1431 م وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً- أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر هام.. تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا ، كانت مدينة (يانيا ) تحت حكم عائلة ( توكو )الإيطالية ، وعندما مات ( كارلو توكو الأول ) عام 1430م ، ولي الحكم بعده ابن أخيه (كارلو توكو الثاني ) ولكن أبناء ( توكو الأول ) غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم ، فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب الأمرين ، وعندما سمعوا بأن السلطان مراد الثاني بالقرب منهم في مدينة (سلا) ، قرروا إرسال وفد عنهم ، أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه ، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان : أهلاً بكم ، ماذا أتى بكم إلى هنا ؟ وماذا تبغون ؟
قال رئيس الوفد : أيها السلطان العظيم ، جئنا نلتمس منكم العون ، فلا تخيب رجاءنا .
فقال السلطان : وكيف أستطيع معاونتكم ؟
فقالوا : يا مولاي ، إن أمراءنا يظلموننا ، ويستخدموننا كالعبيد ، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب .
فقال السلطان : وماذا أستطيع أن أفعل لكم ؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم .
فقالوا : نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين ، بل نحن نصارى ، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين ، وأنهم لا يظلمون الرعية ، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم ، وإن لكل ذي حق حقه لديهم.. لقد سمعنا هذا من السياح ، ومن التجار الذين زاروا مملكتكم ، لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم ، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين .
ثم قدموا له مفتاح المدينة الذهبي.. واستجاب السلطان لرجاء أهل مدينة (يانيا) ، وأرسل أحد قواده على رأس جيش إلى هذه المدينة ، وتم فتحها فعلاً في السنة نفسها ، أي في سنة 1431 م.
لقد كان المسلمون رمزاً للعدل والإنصاف
تعليقات
إرسال تعليق