الكرام

قال بعض الحكماء أصل المحاسن كلها الكرم وأصل الكرام نزاهة النفس عن الحرام ، وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام ، وجميع خصال الخير من فروعه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تجاوزوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر وفاتح له كلما افتقر" وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه(ت78هـ) قال : ما سئل رسول الله شيئا قط فقال : لا .

وعنه أنه قال : السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار ، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل .

وقال بعض السلف : منع الموجود سوء ظن بالمعبود وتلا قوله تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)

وقال أكتم بن صيفي : صاحب المعروف لا يقع وإن وقع وجد له متكأ

وقيل للحسن بن سهل : لا خير في السرف ، فقال : لا سرف في الخير . فقلب اللفظ واستوفي المعنى

ووجد مكتوبا على حجر " انتهز الفرص عند امكانها ، ولا تحمل نفسك هم ما لم يأتك ، وأعلم ان بخلك على نفسك توفير لخزانة غيرك ، فكم من جامع لبعل حليلته .

وقال علي رضي الله تعالى عنه (ت40هـ): ما جمعت من المال فوق قوتك فإنما أنت فيه خازن لغيرك

وقال النعمان بن المنذر يوما لجلسائه : من أفضل الناس عيشاً وأنعمهم بالاً وأكرمهم طباعاً وأجلهم في النفوس قدراً ، فسكت القوم فقام فتى فقال : أبيت اللعن ، أفضل الناس من عاش الناس في فضله  فقال : صدقت .

 وكان أسماء بن خارجة يقول : ما أحب أن أرد أحدا عن حاجة لأنه إن كان كريما أصون عرضه أو لئيما أصون عنه عرضي .

وقال الحسن رضي الله عنه : باع طلحة بن عثمان رضي الله تعالى عنه ارضاً بسبعمائة ألف درهم فلما جاء المال قال : إن رجلا يبيت هذا عنده لا يدرى ما يطرقه لغرير بالله تعالى ثم قسمة في المسلمين .

ولما دخل المنكدر على عائشة رضي الله عنها (ت58هـ) قال لها : يا أم المؤمنين أصابتني فاقة ، فقالت : ما عندى شيء فلو كان عندى عشرة آلاف درهم لبعثت بها إليك ، فلما خرج من عندها جاءتها عشرة آلاف درهم من عند خالد بن أسيد ، فارسلت بها إليه في أثره ، فأخذها ودخل بها السوق فاشترى جارية بألف درهم فولدت له ثلاثة أولاد فكانوا عباد المدينة وهم محمد وأبو بكر وعمر بنو المنكدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب