فتنة مقتل الحسين
بعد وفاة الحسن سنة 50هـ، أستمر في الحفاظ على عهد أخيه مع معاوية ولم يخرج إلا بعد استلام يزيد الحكم . وأخذ معاوية يمهد لبيعة ابنه يزيد ، ولكن زياد ابن أبيه واليه على العراق نصحه بالتمهل وعدم الاستعجال، وقد قبل معاوية نصيحة زياد ولم يعلن عن بيعة يزيد إلا بعد وفاة الحسن ، وبدأ جهوده في سبيل توطئة الأمر لابنه في المدينة المنورة ، لأنها كانت العاصمة الأولى التي كان يبايع فيها الخلفاء . وكان رجالات الإسلام فيها ، وعليهم المعول في إقرار البيعة وقبولها. وحين عرض معاوية ما عزم عليه على أهل المدينة عن طريق عامله عليها مروان بن الحكم . وافقه الكثيرون على ضرورة تدبير أمر الخلافة والمسلمين ، ولكن حين عرض عليهم اسم يزيد اختلفوا فيه , وأعلن الكثيرون أنهم لا يرضون به ، وكان أكبر المعارضين ، الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر . غير أن دهاء معاوية فوت فرصة المصادمة لأنه لم يجبرهم على البيعة . ما إن توفي معاوية وبويع يزيد بالخلافة في رجب سنة 60هـ حتى كتب يزيد إلى عامله على المدينة الوليد بن عتبه أن «يأخذ الحسين وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعا». تدبر الحسين شأنه مع والي المدينة في خبر طويل ورحل عن المدينة من دون أن يبايع يزيد بالخلافة ، واتجه إلى مكة المكرمة في جماعة من أصحابه وأهله.
لم يقبل الحسين أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى إرث ، وأبى أن يكون على رأس الإسلام يزيد بن معاوية , فرفض أن يبايعه ولم يعترف به . وقد التقى الوليد بالحسين وطلب منه البيعة ليزيد فرفض الحسين ، بينما ذهب عبد الله بن الزبير إلى مكة لاجئاً إلي بيت الله الحرام.
حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسين الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع "يزيد" وغادر المدينة سرًا إلى مكة واعتصم بها، منتظرًا ما تسفر عنه الأحداث.
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل الفتنة وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي حفيد رسول الله. واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم ، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة . بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل ليكشف له حقيقة الأمر . عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الحسين ومعارضة شديدة لخلافة يزيد بن معاوية ، فإن 18,000 شخص (تخلو عنه قبل و أثناء المعركة فيما بعد) بايعوا الحسين ليكون الخليفة وقام مسلم بن عقيل بإرسال رسالة إلى الحسين يعجل فيها قدومه. حسب ما تذكر المصادر التاريخية، ان مجيء آل البيت بزعامة الحسين كان بدعوة من أهل الكوفة . قام أصحاب واقارب واتباع الحسين بإسداء النصيحة له بعدم الذهاب إلى ولاية الكوفة ومنهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن جعفر بن ابي طالب وأبو سعيد الخدري وعمرة بنت عبد الرحمن.
فكان مقتله رضي الله عنه في كربلاء وقد تخلى عنه شيعته وهم من طلب حضوره للمبايعة ...؟!
تعليقات
إرسال تعليق