أصل قصة البقرة
أصل قصة أصحاب البقرة
ذكر الإمام القرطبي في تفسيره وهو : أن رجلاً كان غنياً من بني إسرائيل ولم يكن له ذرية ، وكان له أبن أخ فقير ، فطمع في ميراثه فقتله وألقى به في حي من أحياء قومه ، محلة بني قلان وأدعى قتله على بعض الأسباط ، وقال عكرمة : وكان لبني إسرائيل مسجد له أثنى عشر بابا لكل قوم باب يدخلون منه فوجدوا قتيلاً في سبط من الأسباط فأدعى هولاء على هولاء ، فتدافعوا فيما بينهم من قتله ، ثم أتوا موسى عليه السلام يختصمون إليه فقال : { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً} فكان جوابهم لموسى عليه السلام أن قالوا ( أتتخذنا هزواً ) فكان جوابه عليهم ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) لأنها صفة تنتفي عن الأنبياء وهذا قول لا يجوز أن يقال لنبي ظهرت معجزته لقومه ، وكان الواجب عليهم إن يمتثلوا للأمر ولكنهم لقلة طواعيتهم وتعنتهم لم يمتثلوا ولو أنهم امتثلوا الأمر وذبحوا أي بقرة كانت لحصل المقصود ، ولكنهم شدوا على أنفسهم فشدد الله عليهم وعلى عادة بني إسرائيل في اللجاجة قالوا لموسى أدع لنا ربك يبين لنا ما هي ؟
فأجابهم بأنها : بقرة لا كبيرة ولا صغيرة ولكنها متوسطة بين الأمرين وحدد لهم الأمر ونبههم على ترك التعنت ، وكما هو الشأن في بني إسرائيل أعادوا السؤال قائلين : أدع لنا ربك يبين لنا ما لونها ؟ فأجابهم بأن الله تعالى يقول لهم : ( إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) أنها بقرة لونها أصفر شديد الصفرة حين يراها الناظرون تدخل عليهم مسرة في نفوسهم لشدة ملاءمتها لمن يراها ، فلما سألوا موسى بعد ذلك عن تحديد ماهية تلك البقرة لإشتباه كثير من البقر في تلك الأوصاف ، أجابهم موسى عليه السلام بأنها بقرة لم يذللها العمل لأنها بقرة وحشية فلا هي مذللة ولا هي مدربة على حرث الأرض ، أو سقي الزرع ، وهي خالصة اللون لا تشوبها في لونها علامة ، فأجابوه قائلين : الآن جئت بالحق فكأن الذي قاله من قبل لم يكن حقا ولم يستيقنوه إلا الآن ، ولم يجدوا هذه الصفات في بقرة من البقر إلا في بقرة واحدة لولد من بني إسرائيل كان أبناً لرجل صالح منهم ، وكان يعمل حطاباً فولد له ولد وكانت له عِجلة فأرسلها في غيضة في الجبل ، وقال : اللهم أني أستودعك هذه العجلة لهذا الصبي ، ومات الرجل وابنه صغير ، فلما كبر الصبي قالت له أمه وكان براً بها : إن أباك أستودع الله عجلة لك فأذهب وخذها فذهب ، فلما رأته البقرة جاءت إليه حتى اخذ بقرنيها ، وكانت مستوحشة فأخذ يقودها نحو أمه ، فلقيه بنو إسرائيل ووجدوا البقرة التي على الصفة التي أمروا بذبحها ، فساموه فأشتط عليهم ، وكانت قيمتها تساوي ثلاثة دنانير فقط فأتوا به موسى عليه السلام فقالوا أن هذا أشتط علينا ، فقال لهم : أرضُوه في ملكه فأشتروها منه بوزنها عشر مرات ذهب ، وقيل بملء جلدها دنانير ، فأخذوها وذبحوها وأخذ موسى عليه السلام لسانها وضرب به القتيل ، فأحياه الله وأخبر عمن قتله !!!
تعليقات
إرسال تعليق