إني أكلمك بكلام فاحتمله ؟!

قال أعرابي لسليمان بن عبدالملك(ت99هـ) : إني أكلمك يا أمير المؤمنين بكلام فاحتمله ، فإن وراءه إن قبلته ماتحبه ، قال : هاتِهِ يا أعرابي ؛ فنحن نَجُودُ بسعةِ الأحتمال على من لا نأمن غيبته ، ولا نرجو نصيحته ، وأنت المأمون غيباً ، الناصح جَيباً (سلامة الطوية) . قال : فإني سأطلق لساني بما خرست عنه الألسُن ، تأدية لحق الله تعالى ؛ إنه قد اكتنفك رجالٌ أساءوا الأختيار لأنفسهم ، وابتاعوا دُنياك بدينهم ، ورضاكَ بسَخَطِ ربهم ، وخافوك في الله ولم يخافوا الله فيك ، فهم حربٌ للآخرة ، وسَلمٌ لدنيا ، فلا تأمنهم على ما ائتمنك اللهُ عليه ؛ فإنهم لم يألوا الأمانةَ تضييعاً ، والأمة كسفاً وخسفاً ، وأنت مسئول عما اجترموا ، وليسوا مسئولين عما اجترمت ؛ فلا تُصلح دنياهم بفساد آخرتك ؛ فإن أعظم الناسِ عند الله غَبناً من باع آخِرته بدُنْيا غيره
فقال سليمان : أما أنت يا أعرابي فقد سللت لسانك وهو سيفُك ، قال : أجل يا أمير المؤمنين ، لك لا عليك

زهرة الآداب وثمرة الألباب للحصري القيرواني 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب