كُنتُ عنه غنياً

عن سعيد بن سليمان قال : كنت بمكة في زقاق الشطوى وإلى جنبي عبدالله العمري وقد حج هارون الرشيد (ت193هـ) فقال له إنسان : يا أباعبدالرحمن هو ذا أمير المؤمنين يسعى قد أُخلي له المسعى . قال العمري لرجل : لا جزاك الله عني خيراً ، كلفتني أمراً كنتُ عنه غنياً . ثم تعلّق نعليه وقام . 
فتبعته وأقبل هارون الرشيد من المروة يريد الصفا فصاح به : ياهارون ! فلما نظر إليه هارون قال : لبيك ياعمّ . قال العمري : ارْقَ الصفا ، فلما رَقَيه قال : ارم بطرفك إلى البيت . قال هارون : قد فعلت . قال العمري : كم هم ؟ قال هارون : ومن يحصيهم ؟ قال العمري : فكم من الناس مثلهم ؟ قال هارون : خلق لا يحصيهم إلا الله . قال العمري : اعلم أيها الرجل أن كل واحد يُسأل عن خاصة نفسه ، وأنت وحدك تُسأل عنهم كلّهم ، فانظر كيف تكون ؟ فبكى هاون وجلس وجعلوا يعطونه منديلاً
قال العمري : وأخرى أقولها . قال هارون : قل ياعمّ . قال العمري : والله إن الرجل ليسرف في ماله فيستحقّ الحَجر عليه . فكيف بمن يسرف في مال المسلمين . ثم مضى وهارون يبكي 


صفة الصفوة المجلد ٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب