المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2014

لقد رجوتك دون الناس كلهمُ

قال أبو العيناء : حصلت لي ضيقة شديدة فكتمتها عن أصدقائي ، فدخلت يوماً على يحيى بن أكثم القاضي فقال : إن أمير المؤمنين المأمون (ت218هـ) جلس للمظالم ، وأخذ القصص ، فهل لك في الحضور ؟ قلت : نعم ، فمضيت معه إلى دار أمير المؤمنين ، فلما دخلنا عليه أجلسه ، وأجلسني ، ثم قال : يا أبا العيناء بالإلفة والمحبة ، ما الذي جاء بك في هذه الساعة فأنشدته : لقد رجوتك دون الناس كلهم                           وللرجاء حقوقٌ تجبُ إن لم يكن لي أسبابٌ اعيش بها          ففي العلا لك أخلاقٌ هي السببُ فقال المأمون : ياسلامة ، انظر أي شيء في بيت مالنا دون مال المسلمين . فقال سلامة : بقية من مال . قال المأمون : فأدفع له منها مئة ألف درهم ، وابعث له بمثلها في كل شهر . فلما كان بعد أحد عشر شهراً مات المأمون ، فبكى عليه ابوالعيناء حتى تقرَّحت أجفانه فدخل عليه بعض أولاده فقال : يا أبتاه بعد ذهاب العين ماذا ينفع البكاء فأنشاء أبو العيناء يقول : شيئان لو بكت الدماءُ عليهما               عيناي ...

صوره من شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم

ومن أعظم الوقائع تصديقاً لشجاعة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الموقف المدهش في غزوة حنين ، منفرداً بين الأعداء ، وقد انكشف المسلمون وولوا مدبرين ، فطفق هو يَركُضُ بغلته إلى جهة العدو ، والعباس بن عبد المطلب آخذ بلجامها يكفّها إرادة ألا تسرع . فأقبل المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما غَشوه لم يفر ولم ينكص بل نزل عن بغلته كأنما يمكنهم من نفسه ، وجهل يقول : (( أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبدالمطلب )) كأنما يتحداهم ويدلهم على مكانه ، فوالله مانالوا منه نيلاً ، حتى أقبل أصحابه إليه .

ذكاء الخليفة المعتضد

كان المعتضد (ت280هـ) يوماً جالساً في بيت يُبنى له ، وهو يشاهد الصُناع ، فرأى في جملتهم عبداً أسود منكر الخلق ، شديد المرح ، يصعد على السلاليم مِرقاتين مِرقاتين ، ويحمل ضعف مايحمل غيره . فأنكر أمره ، وأحضره وسأله عن سبب ذلك ، فلجلج . فقال المعتضد لوزيره : قد خمنت تخميناً ما أحسبه باطلاً ، إما أن يكون معه دنانيرُ قد ظَفِر بها من غير وجه حق أو يكون لصاً يتستر بالعمل . ثم أخذه وضربه وقال له : إن لم تصدقني لأضربنّ عنقك ، فقال الأسود : ولي الأمان يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم ، إلا ماكان في حدّ ؛ فظّن أنه قد أمّنه . فإذا هو قد قتل رجل وسلب ماله ، فأمر أن يضرب عنقه . نهاية الأرب في فنون الأدب المجلد 3 لأحمد النوري

من أشعار عنتر بن شداد

وقال عنتر بن شداد (ت615م) عند مبارزته أنس بن مدرك الخثعمي : إذا لَعِب الغرامُ بكلّ حُرٍّ             حمدتُ تجلّدي وشَكَرتُ صبري وفَضَّلتُ البعاد على التداني               وأخفيتُ الهوى وكتمت سري  ولا أُبقي لعُذالي مجالاً              ولا أشفي العدُوَّ بهتّكِ سِتري عرَكتُ نوائب الأيام حتى              عرفتُ خيالها من حيث يسري وذل الدهر لما أن رآني                    أُلاقي كلَّ نائبةٍ بصدري إذا ذُكِر الفخارُ بأرض قومٍ       فضرب السيف في الهيجاء فخري سموتُ إلى العُلا وعلوتُ حتى             رأيت النجم تحتي وهو يجري وقماً آخرين سعوا وعادوا                حيارى ما رأوا أثراً لأثري

إنما أنتي بشر

قال عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) يوماً لجارية له : روحيني ، فأخذت المروحة فأقبلت تروحه ، فغلبتها عينها فنامت ، فانتبه عمر ، فإذا هو بالجارية قد أحمر وجهها ، وقد عرق وجهها عرقاً شديداً وهي نائمة ، فأخذ المروحة وأقبل يروحها ، فانتبهت ، فوضعت يدها على رأسها فصاحت ، فقال عمر : إنما أنتِ بشر مثلي أصابك من الحر ما أصابني ، فأحببت أن أروحك مثل ما روحتني .         أخبار أبي حفص للآجري  

توفيق من الله

توفيق من الله أسر بنفسه نور الدين محمود بن زنكي(ت569هـ) في بعض الغزوات بعض ملوك الفرنج ، فأستشار الأمراء فيه هل يقتله أو يأخذ ما يبذل له من المال ؟ وكان قد بذل في فداء نفسه مالاً كثيراً ، فاختلفوا عليه ثم حسُن في رأيه إطلاقه وأخذ الفداء منه ، فبعث إلى بلده من خلاصته من يأتيه بما أفتدى به بنفسه ، فجاء به سريعاً فأطلقه نور الدين فحين وصل إلى بلاده مات ذلك الملك ببلده ، فأعجب ذلك نور الدين وأصحابه ، وابتنى البيمارستان الذي بدمشق ، وهو أحسن مابني بالبلاد ، ومن شرطه أنه على الفقراء والمساكين . البداية والنهاية 12

الحي الذي لا يموت

ابن دقيق العيد وقائلةٍ : مات الكرام فمن لنا              إذا عضّنا الدهر الشديد بنابه فقلت لها : من كان غاية قصدهِ                   سؤالاً لمخلوقٍ  فليس بنابه إذا مات من يُرجى فمقصودنا الذي                      ترجينه باقٍ فلوذي ببابه

الحاضر نفعُهُ

لرومي : لم أر شيئاً حاضراً نفعه                     للمرء كالدرهم والسيف يقضي له الدرهم حاجاته                والسيف يحميه من الحيف

السلطان والولي

الولي والسلطان مراد الثاني كان السلطان (مراد الثاني) (1403 – 1451م) والد السلطان (محمد الفاتح) يحب الوالي (حاجي بيرام)، ويحترمه، ويوقره كثيراً، ذلك لأنه كان من أكبر زهاد وعلماء عصره، وبلغ من حبه وتوقيره له، أن أصدر أمره بعدم أخذ الضريبة من مريدي هذا الوالي الذي كان يسكن في مدينة (أنقرة) التي كانت آنذاك مدينة صغيرة.  ولكن ما إن انتشر هذا الخبر، (أي خبر إعفاء مريدي ((حاجي بيرام)) من كل الضرائب) بين أهالي (أنقرة)، حتى بدأ الجميع يدعون أنهم من مريدي هذا الولي، مما أوقع موظفي الضرائب، وجباتها في حرج وفي حيرة شديدة.  ما العمل ؟ لم يكن من المعقول أن تكون أهلي المدينة كلهم من المريدين ، ولكن كيف يمكن فرز الصادقين عن المدعين الكاذبين ، ولم يكن هناك إلا حل واحد ، وهو مراجعة السلطان وإحاطته علماً بالموضوع ، وانتظار ما يأمر به.  طلب كبير محصلي الضرائب المثول بين يدي السلطان ، وعندما أذن له بذلك قال للسلطان :  - يا مولاي … نحن لا نستطيع أن نجبي الضرائب من مدينة (أنقرة) .  - وما السبب في ذلك ؟ أيمتنعون عن دفعها ؟  - كلا يا مولاي ، ولكن أوامرك تقضي بعدم جبايتها من مريدي ه...

يمين مجنون ليلى الفاجرة

سموت إليها بعد ما نام أهلها                 سمو حباب الماء حالا على حال فقالت سباك الله إنك فاضحي              ألست ترى السمار والناس أحوال فقلت يمين الله أبرح قاعدا                ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي حلفت لها بالله حلفة فاجر               لناموا فما إن من حديث ولا صال فلما تنازعنا الحديث وأسمحت               هصرت بغصن ذي شماريخ ميال وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا                   ورضت فذلت صعبة أي إذلال فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها                   عليه القتام سيء الظن والبال يغط غطيط البكر شد خناقه                         ليقتلني والمرء ليس بقتال أيقتلني والمشرفي مضاجعي                     ومسنونة زرق ك...

وسيفُ عينيكِ في الحالين بتارُ

يحكى أن شاعراً سودانياً ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺃﻳﺎمه ﻭﺩﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ، ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﺭﺃى اﻣﺮأﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ برفقة زوجها ؛ ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزوج يحاول أن ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ : أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ                 ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ               ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ              ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ            ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا وعندما سمعها اﻷديب/ عباس محمود العقاد رحمه الله ﺳﺄﻝ ﻋﻦ قائلها فقالوا له : إنه الشاعر السوداني ( ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺟﻤَّﺎﻉ ) وهو الآن ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ .. قاﻝ : ﻫذا ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيعه ذوو الفكر  ... !! ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ بإدريس جمّاع ﺇلى ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ : وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ...

من صحف ابراهيم عليه السلام

من الأمثله في صحف ابراهيم عليه السلام وكانت امثالاً كلها" ' أيها الملك المسلّط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض  ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها ولو كانت من كافر'

تعريف السجن عند يوسف عليه السلام

لما خرج يوسف عليه السلام من السجن كتب على باب السجن هذا قبر الأحياء ، وبيت الأحزان ، وتجربة الأصدقاء ، وشماتة الأعداء .