ذكاء الخليفة المعتضد

كان المعتضد (ت280هـ) يوماً جالساً في بيت يُبنى له ، وهو يشاهد الصُناع ، فرأى في جملتهم عبداً أسود منكر الخلق ، شديد المرح ، يصعد على السلاليم مِرقاتين مِرقاتين ، ويحمل ضعف مايحمل غيره . فأنكر أمره ، وأحضره وسأله عن سبب ذلك ، فلجلج . فقال المعتضد لوزيره : قد خمنت تخميناً ما أحسبه باطلاً ، إما أن يكون معه دنانيرُ قد ظَفِر بها من غير وجه حق أو يكون لصاً يتستر بالعمل . ثم أخذه وضربه وقال له : إن لم تصدقني لأضربنّ عنقك ، فقال الأسود : ولي الأمان يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم ، إلا ماكان في حدّ ؛ فظّن أنه قد أمّنه . فإذا هو قد قتل رجل وسلب ماله ، فأمر أن يضرب عنقه .



نهاية الأرب في فنون الأدب المجلد 3 لأحمد النوري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب