وصف ملكة جمال
أراد الحارث بن عمرو (ت528م) ملك كندة أن يخطب ابنة عوف بن ملحم فأرسل عجوز تراها ثم تأتي بوصفها له فقالت :
((رأيت جبهة كالمرآة المصقولة ، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل ، إن ارسلته خلته سلاسل ، وإن مشطته قلت : عناقيد جلاها الوابل ، وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بُحمم ، تقوسا مثل عين الضبية العبهره ، بينهما أنفٌ كحد السيف الصنيع ، حُفت به وجنتان كالأرجوان في بياض كالجمان .
شق فيه فم كالخاتم ، لذيذ المبتسم ، فيه ثنايا غر ذات أشر.
تَقَلبَ فيه لسان بفصاحة وبيان ، بعقلٍ وافر وجواب حاضر ، تلتقي فيه شفتان حمراوان تجلبان ريقاً كالشهد إذا دلك ، في رقبة بيضاء كالفضه ركبت في صدر كصدر تمثال دميه ، وعضدان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهماعظم يمس ، ولا عرق يحس ، نتأ في ذلك الصدر ثديان كالرمانتان يخرقان عليهما ثيابها ، تحت ذلك بطنٌ طوي طي القباطي المدمجه
خلف ذلك ظهر كالجدول ، ينتهي بخصر لولا رحمه الله لأنبتر ،؟!؟!
لها كفل يقعدها اذا نهضت وينهضها إذا قعدت ، تحمله فخذان لفا كأنهما قلبا على نضد جمان ، تحتها ساقان خذلتان كالبردتين يحمل ذلك قدمان كحدو اللسان .فتبارك الله مع صغرهماوكيف تطيقان حمل مافوقهما..))فأرسل الملك إلى ابيها فخطبها فزوجها اياه
بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب لمحمود الألوسي
تعليقات
إرسال تعليق