لا يجوز بيعهم السلاح
في سنة 638هـ تحالف الصالح اسماعيل مع الفرنجة ، وسلمهم بعض حصون المسلمين ، وسمح لهم بشراء الأسلحة من دمشق ، وسبب ذلك خوفه من ابن أخيه نجم الدين حاكم مصر ، فعارضه العز بن عبد السلام (ت660هـ) بشدة في ذلك الموقف ، وأفتى الناس قائلاً : يحرم عليكم مبايعة الفرنجة ، لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ، ليقاتلوا به أخوانكم المسلمين .
فأمر الصالح بعزله واعتقاله ، وبعد مدة أرسل إليه الصالح من يغريه ويصالحه ، فقال الرسول للعز : بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وزيادة ، أن تنكسر للسلطان ، وتقبّل يده فقط ، فقال له العز ساخراً : والله يامسكين ، ما أرضاه أن يقبل يدي ، فضلاً عن أن أقبّل يده ، أنتم في وادٍ وأنا في واد ، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به ، فأمر الملك باستمرار حبسه ، وكان العز شاغلاً وقته بالصلاة والذكر والقرآن ، وكان الملك يسمعه ، فقال الملك يوماً للفرنج : تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن ، إنه أكبر مقوسس للمسلمين ، وقد حبسته لانكاره علي ، تسليمي لكم حصون المسلمين . فقالت له ملوك الفرنج : لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه ، وشربنا مرقتها .
الطبقات الكبرى للسبكي 8
تعليقات
إرسال تعليق