هذي الأمانة

لما ولي عياض بن غنم ( ت20هـ) قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته فلقيهم بالبشر وأنزلهم ، وأكرمهم ، فأقاموا أياماً ثم كلّموه في الصلة وأخبروه بما لقوه من المشقة رجاء صلته ، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها وتسخطوا ونالوا منه ، فقال عياض : أي بني عمّ والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعد شقتكم ، ولكن والله ما حصلتُ إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وببيع ما لا غنى بي عنه فاعذروني . قالوا : والله ما عذرك الله ، فإنك والي نصف الشام ، وتعطي الرجل منّا ما جهده أن يبلغه إلى أهله ؟ قال عياض : فتأمروني أسرق مال الله ؟ فوالله لأن أُشقُّ بالمنشار أحبَّ إليّ من أن أخون فلساً أو أن أتعدى ، فمضوا لائمين له .




صفة الصفوة لابن الجوزي الجزء 1

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب