رحمة صلاح الدين

قال ابن شداد عن صلاح الدين (ت589هـ) :
ولقد كنت راكباً في خدمته في بعض الأيام قبالة الإفرنج وقد وصل بعض الجيش ومعهم امرأة شديدة التخوف كثيرة البكاء متواترة الدق على صدرها 
قال رئيس الجند لصلاح : إن هذه خرجت من عند الإفرنج فسألت الحضور بين يديك وقد أتينا بها فأمر الترجمان أن يسألها عن قصتها 
فقالت : لصوص من المسلمين دخلوا البارحة إلى خيمتي وسرقوا ابنتي ، وبت البارحة أستغيث إلى بكرة النهار ، فقال لي الناس : المملوك السلطان صلاح الدين هو أرحم ونحن نخرجك إليه تطلبين ابنتك منه ، فأخرجوني إليك وما أعرف ابنتي إلا منك ، فرق لها ودمعت عينه وحركته مروءته وأمر من ذهب إلى سوق العسكر يسأل عن الصغيرة من اشتراها ويدفع له ثمنها ويحضرها ، فما مضت ساعة حتى وصل الفارس والصغيرة على كتفه فما كان إلا أن وقع نظرها عليها فخرت إلى الأرض تعفر وجهها في التراب والناس يبكون على ما نالها ، وهي ترفع طرفها إلى السماء ولا نعلم ما تقول ، فسلمت ابنتها إليها وحُملت حتى أعيدت إلى عسكرهم.)) 


النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ليوسف بن رافع الأسدي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب