لله درك من خمس

كان بعض الخلفاء نذر على نفسه أن لا ينشد شعراً ، ومتى ما أنشد بيت شعر فعليه عتق رقبة . فبينما هو يطوف إذا نظر لشاب يتحدث لشابة جميلة الوجه . فقال له : يا هذا اتق الله أفي مثل هذا المكان ؟ فقال : يا أمير المؤمنين والله ما ذاك لخنى ، ولكنها أبنة عمي وأعز الناس علي ، وإن أباها منعني من تزوجها لفقري وفاقتي ، وطلب مني مئة ناقة ، ومئة أوقية من ذهب ، ولم أقدر على ذلك . فطلب الخليفة أباها ودفع إلية ما أشترط على ابن أخية ، ولم يقم من مقامه حتى زوجه إياها ، ثم دخل بيته وهو يترنم ببيت من الشعر ، فقالت له جارية من حظاياه : أراك اليوم تنشد الشعر ؟ أفنسيت ما نذرت ، أم نراك قد هويت ، فأنشد :
 
تقولُ وليدتي لما رأتني
      طربت وكنتُ قد أسليت حينا
أراك اليوم قد أحدثت عهداً
           وأورثك الهوى داءً دفينا
بحقك هل سمعت لها حديثاً
          فشاقك أو رأيت لها جبينا
فقلتُ شَكا إلي أخ محب
             كمثل زماننا إذ تعلمينا
وذو الشجو القديم وإن تعزى
         مُحِب حين يلقى العاشقينا
 
ثم عد الأبيات ، فإذا هي خمسة أبيات فأعتق خمس رقاب ، ثم قال : لله درك من خمس ، أعتقت خمسة وجمعت بين رأسين بالحلال .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب