إني لا أذل العلم

بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى الأمام البخاري (ت256هـ) : أن أحمل إلي كتاب الجامع والتاريخ ، لأسمع منك . فقال الأمام للرسول : قل له : إني لا أذل العلم ، ولا أحمله على أبواب السلاطين ، فإن كانت له حاجةً إلى شيء منه ، فليحضرني إلى مسجدي أو في داري . ثم سأله الأمير أن يحضر منزله ، فيقرأ الجامع والتاريخ على أولاده ، فامتنع الأمام ، ثم راسله أن يعقد مجلساً لأولاده لا يحضر فيه غيرهم ، فامتنع من ذلك وقال : لا يسعني أن أخص بالسماع قوماً دون قوم . فغضب الأمير واستعان ببعض الفقهاء ، فشغبوا على الأمام ، وتكلموا فيه ، فاتخذ الأمير من ذلك ذريعة ، لنفيه من بخارى ، فدعا عليهم البخاري ، فقال : اللهم أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم ، فأراهم الله فيهم البلايا ، كما دعا على الأمير فلم يمضي شهر حتى خلعه السلطان ابن الطاهر ، ونادى عليه على حمار ، وكان عاقبة أمره ذلاً وحبسا .




أعلام المحدثين لابن شهبة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب