ذا الوجهين
روي أن معاوية لما نصب ولده يزيد لولاية العهد ، أقعده في قبة حمراء ، فجعل الناس يسلمون على معاوية ثم يميلون إلى يزيد ، حتى جاء رجل ففعل ذلك ، ثم رجع إلى معاوية ، فقال : يا أمير المؤمنين : اعلم أنك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتها ، والأحنف بن قيس جالس . فقال له معاوية : مابالك يا أبا بحر لا تقول ؟ فقال الأحنف : أخاف الله إن كذبت ، أخافكم إن صدقت ، فقال له معاوية : جزاك الله عن الطاعة خيراً ، وأمر له بألوف فلما خرج لقيه ذلك الرجل بالباب ، فقال : يا أبا بحر إني أعلم أن شر من خلق الله هذا وأبنه ، ولكنهم قد استوثقوا من هذه الأموال بالأبواب والأقفال ، فليس نطمع في استخراجها إلا بما سمعت ، فقال الأحنف : أمسك عليك ، فإن ذا الوجهين خليق أن لا يكون عند الله وجيهاً
الشهب اللامعة في السياسة النافعة عبد الله بن رضوان المالقي
تعليقات
إرسال تعليق