شجاع وجبان !!
ذكر أنه كان لفتى من قريش جارية مليحة الوجه حسنة الأدب، فأصابته ضائقة وفاقة ، فاحتاج إلى ثمنها، فحملها إلى العراق، وكان ذلك في زمن الحجاج بن يوسف (ت95هـ) ، فأشتراها منه الحجاج فوقعت منه بمنزلة ، فقدم عليه فتى من ثقيف من أقاربه ، فأنزله قريبا منه ، وأحسن إليه ، فدخل على الحجاج ، والجارية تكبسه ، وكان الفتى جميلاً ، فجعلت الجارية تسارقه النظر، ففطن الحجاج لها ، فوهبها له ، فأخذها وأنصرف ، فباتت معه ليلتها وهربت في جنح الليل فأصبح لا يدري أين هي ، وبلغ الحجاج ذلك ، فأمر مناديا أن ينادي برئت الذمة ممن رأى وصيفة من صفتها كذا وكذا، أو لم يحضرها ، فلم يلبث أن أُتي له بها، فقال لها الحجاج : يا عدوة الله كنتِ عندي من أحب الناس إليّ فأخترت أبن عمي شاباً حسن الوجه ، ورأيتكِ تسارقينه النظر ، فعلمتُ أنكِ شغفتِ به ، فوهبتك له ، فهربتِ من ليلتك ، فقالت يا سيدي : أسمع قصتي ، ثم أصنع بي ما شئت ، قال : هاتي ولا تخفي شيئا . قالت : كنت للفتى القرشي ، فاحتاج إلى ثمني ، فحملني إلى الكوفة ، فلما قربنا منها دنا مني فوقع عليّ ، فسمع زئير الأسد ، فوثب واخترط سيفه وحمل عليه ، وضربه ، فقتله ، وأتى برأسه ، ثم أقبل عليّ وما برد ما عنده ، ثم قضى حاجته ، وإن إبن عمك هذا الذي اخترته لي لما أظلم الليل قام إلىّ فلما علا بطني وقعت فأرة من السقف فضرط ، ثم غشي عليه ، فمكثت زمانا طويلا وأنا أرش عليه الماء ، وهو لا يفيق فخفت أن يموت ، فتتهمني به فهربت فزعا منك ، فما ملك الحجاج نفسه من شدة الضحك ، وقال : ويحك أكتمي هذا ولا تعلمي به أحدا ، قالت : على أن لا تردني إليه . قال : لكِ ذلك .
تعليقات
إرسال تعليق