ياعابد الحرمين
محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملي عليَّ عبدُ الله بنُ المبارك (ت181هـ) هذه الأبياتَ بطرطوس ، وودعتُه للخروج وأنشدها معي إلى الفضل بن عياض(ت187هـ) في سنة سبعين ومائة ، وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة :
يا عابدَ الحرمين لَوْ أبْصَرْتَنا
لَعَلمْتَ أنكَ في العبادِة تلعبُ
من كان يخضب خدَّه بدموعِه
فَنُحورنا بدمائنا تَتَخضَّب
أو كان يُتْعِبُ خَيْلَه في باطلٍ
فخُيولنا يومَ الصبِيحة تَتْعبُ
ريحُ العبيرِ لكم ونحنُ عبيرُنا
وَهجُ السنابِك والغبارُ الأطيبُ
ولَقَد أتانا من مَقَالِ نبينا
قول صَحيح صادق لا يَكْذبُ
لا يستوي وَغُبَارَ خيل الله في
أنف امرئ ودخانَ نار تَلْهَبُ
هذا كتاب الله يَنْطق بيننا
ليس الشهيدُ بمَيِّت لا يَكْذبُ
قال : فلقيت الفُضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام ، فلما قرأه ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ وقال : صَدَق أبو عبد الرحمن، ونصحني .
التدوين فى أخبار قزوين لأبو القاسم الرافعى القزوينى
تعليقات
إرسال تعليق