تسمع بالمعيدي خير من أن تره
في المثل (( تسمع بالمعيدي خير من أن تره ))
عن عكرمة الضبي قال : إن رجلاً من بني تميم ؛ يُقال له ضَمرة كان يُغيرُ على مسالح ( الثغور) لنعمان بن المنذر (ت60ق هـ) حتّى إذا عيل صبرُ النعمان كتب إليه : أن أدخل في طاعتي ؛ ولك مئة من الأبل ؛ فقبلها وأتاه ، فلما نظر إليه النعمان إزدراه ، وكان ضمرة قصيراً دميماً ، فقال : تسمع بالمعيدي خير من أن تره ، فقال ضمرة : مهلاً أيها الملك : إن الرجال لايكالون بالصيعان ؛ وإنّما المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، إن قاتَل قاتل بجنان ، وإن نطق نطق ببيان قال : صدقت لله درك
جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري
دخل كثير عزة على عبد الملك بن مروان (ت86هـ) فقال عبد الملك : أأنت َ كثير عزة ؟ قال : نعم ، قال عبدالملك : تسمع بالمعيدي خير من أن تره ، فقال كثير : يا أمير المؤمنين كل عند محله رحب الفناء ، شامخ البناء ، عالي السناء ، ثم أنشأ يقول :
ترى الرجل النحيف فتزدريه
وفي أثوابه أسدٌ هصور
ويعجبك الطرير إذا تراه
فيخلف ظنك الرجل الطرير
بغاث الطير أطولها رقاباً
ولم تطل البزاة ولا الصقور
خشاش الطير أكثرها فراخاً
وأم الصقر مقلات نزور
ضعاف الأسد أكثرها زئيراً
وأصرمها اللواتي لاتزير
وقد عظم البعير بغير لُبٍ
فلم يستغن بالعظم البعير
ينوخ ثم يضرب بالهواري
فلا عرف لديه ولا نكير
يقوده الصبي بكل أرض
وينحره على التراب الصغير
فما عظم الرجال لهم بزينٌ
ولكن زينهم كرمٌ وخير
فقال عبدالملك : لله دره ، ما أفصح لسانه ، وأضبط جنانه ، وأطول عنانه ، والله إني لأظنه كما وصف نفسه
شذور الأمالي للقالي
تعليقات
إرسال تعليق