أسيئ بنا أو أحسني لا ملومة لدينا
بعد زواج معشوقته عزم كثير عزة (ت105هـ) على الحج ، وفي نفس العام حجت عزةَ هي وزوجها وماعلم منهم أحد على أن الآخر موجودٌ في الحج ، وبينما كان كثير عزة يُبري سهامه في خيمته ، كان زوج عزة قد أمر عزة أن تذهب وتبحث عن سمن لتطبخ له ، فدخلت على كثير وهي لا تعلم فلما رآها صعق ؛ فأخذ من دون لا يشعر يُبري يده ، فما كان من عزة إلا أن انكبت عليه وأخذت تمسح الدم بثوبها ، فخرجت من عنده مسرعة ، فلما أن عادت إلى زوجها ، ونظر إلى ثوبها وقال لها : مالك ؟ ماخطبك ؟ فأنكرت ، فأصرّ عليها أن تخبره بالخبر ، فأخبرته ، فقال : أنتِ طالق ثلاث إذا لم تذهبي إليه وتقفي على رأسه وتسبيه !!!
فذهبت إليه وفعلت ما أُمرت به ، فقال كثير هذه القصيدة :
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا
قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت
ومسا ترابا كان قد مس جلدها
وبيتا وظلا حيث باتت وظلت
ولا تيأسا ان يمحو الله عنكما
ذنوبا اذا صليتما حيث صلت
وما كنت أدرى قبل عزة ماالبكا
ولا موجعات القلب حتى تولت
وكانت لقطع الحبل بينى وبينها
كناذرة نذرا فأوفت وحلت
فقلت لها : ياعز كل مصيبة
إذا وطنت لها النفس ذلت
تمنيتها حتى إذا ما رأيتها
رأيت المنايا( شرعا ) قد اظلت
فوالله ما قاربت الا تباعدت
بصرم ولا اكثرت إلا اقلت
وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا
فلما تواثقنا : شدت وحلت
اسيئ بنا أو أحسني لا ملومة
لدينا ولا مقلّّية إن تقلت
ولكن انيلي واذكري من مودة
لنا خلة كانت لديكم فطلت
فلا يحسب الواشون أن صبابتي
بعزة كانت غمرة فتجلت
فوالله ثم والله ماحل قبلها
ولا بعدها من خلة حيث حلت
واضحت بأعلى شاهق من فؤاده
فلا القلب يسلاها ولا العين ملت
فيا عجبا للقلب كيف اعترافه
وللنفس لما وطنت كيف ذلت
فان سأل الواشون فيم هجرتها
فقل نفس حر سليت فتسلت
تعليقات
إرسال تعليق