أبدل الله الدرهم بدينار
ذُكر عند الحجاج بن يوسف (ت95هـ) يوماً هند بنت النعمان بأنها فائقة الجمال ، عليمةُ اللسان ، فطنةً ذكية ، فخطبها من أبيها فتزوجها ، فدخل عليها يوماً وهي لاتعلم ، فإذا هي جالسةٌ أمام المرآة وتنشد قائلة :
وماهند إلا مهرة عربية
سليلة أفراس تحللها بغلُ
فإن ولدت فحلا فلله درُها
وإن ولدت بغلا فجاء به البغلُ
فطلقها الحجاج فعادت إلى أهلها ؛ ثم ذُكِرت عند الخليفة عبدالملك بن مروان (ت86هـ)، فأرسَلَ إلى خطبتها ، فقالت : يا أمير المؤمنين إن الكلب ولغ في الإناء ! فضحك عبدالملك وقال : نغسله سبعاً إحداهن بالتراب ! ، فقالت : إذاً بشرط ؟! فقال : وماهو ؟ قالت : يسوق الحجاج الناقة من بيت أهلي حتى منزل الخلافة وهو حافي القدمين !؟!؟ فوافق عبدالملك على ذلك ، وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك ، ففعل الحجاج ما أُمِرِ به ، فلما قَرُب وصولها إلى منزل الخليفة ضحكت وأضحكت جواريها معها ، فعلم الحجاج ماتريد ، فقال :
فإن تضحكي مني فياطول ليلةٍ
تركتكِ فيها كالقباء المفرج
ثم قامت هند فألقت ديناراً ، وقالت : ياجمال !
سقط منّا درهم ، فنظر الحجاج فلم يجد إلا ديناراً ، فقال : لم أجد إلا ديناراً ، فقالت : الحمد لله الذي أبدل الدرهم ديناراً ؛
ففهم مرادها الحجاج فسكت ولم يُحر جواباً !!
الدينار من ذهب
الدرهم من فضة
قصص العرب المجلد ٢ لابراهيم شمس الدين
تعليقات
إرسال تعليق