الحكم بن هشام والمرأة
من بديع أخبار الحكم بن هشام (ت206هـ) أن عباس بن ناصح الشاعر توجه إلى الثغر ، فلما نزل بمدينة الفرج المعروفة بوادي الحجارة سمع امرأة تصرخ قائلة " واغوثاه بك يا حكم ، لقد أهملتنا حتى كلب العدو علينا ، فأيم منا وأيتم فينا " فسألها عن شأنها فقالت : كنت مقبلة من إحدى البوادي في رفقة ، فخرجت علينا خيل العدو ، فقتلت وأسرت . فنظم عباس قصيدة التي أولها :
تململت في وادي الحجارة مسهرا
أراعي نجوما ما يردن تغورا
إليك أبا العاصي نضيت مطيتي
تسير بهم ساريا ومهجرا
تدارك نساء العالمين بنصرة
فإنك أحرى أن تغيث وتنصرا
وأغش عداة أسرتهن جحفلا
يحول الرجا فيما مضى وهو أسحرا
فلما قفل العباس إلى قرطبة ، ودخل على الأمام أنشده القصيدة ، ثم وصف له ما ألفى عليه الثغر من الخوف ، واستصراخ المرأة باسمه ، فأنف الحكم لذلك ، ونادى مناديه للجهاد ، فخرج بعد ثلاث إلى وادي الحجارة ، وسأل عن الخيل التي أغارت من أي أرض العدو كانت ، فأعلم بذلك ، فغزا تلك الناحية ، وأثخن فيها ، وفتح الحصون ، وخرب الديار ، وقتل من الروم خلقا لا يحصى ، وصدر على وادي الحجارة ومعه عباس الشاعر ، فأمر بإحضار تلك المرأة وجميع من أٌسر له أحد من تلك البلاد ، فأحضر فدفع إليهم من الأسرى ما يفتكون به اسراهم ، وأمر بضرب رقاب الأسرى ، وقال لعباس : " يا عباس سلها هل أغثتها " فقالت المرأة : والله لقد شفى الصدور ، ونكى العدو ، وأغاث الملهوف ، فأغاثه الله وأعزه ونصره . فارتاح الحكم لقولها وبدا في وجهه السرور ، ثم أنشأ مرتجلا :
ألم ترى يا عباس أني أجبتها
على البعد أقتاد الخميس المظفرا
فأدركت أوطارا وبردت غلة
ونفست مكروباَ وأطلقت مؤسرا
فقال عباس : نعم جزاك الله عن المسلمين خيرا وقبل يده
جزاكم الله خيرا
ردحذفهل لي بالكتاب الذي يحوي تلك القصة إن أمكن ؟
أخي العزيز هي ليست في كتاب واحد وإنما اقوم بكتابة مامررت عليه من عدة كتب فاكتبها ثم اقوم بنشرها بين فترة واخرى وسوف اقوم بطباعة المدونة بإذن الله
ردحذفولك مني خالص التقدير والأحترام