النابلسي والفاطميين
الإمام أبو بكر النابلسي (ت363هـ) كان من أهل السنة والجماعة ، وكان يرى قتال الفاطميين (الرافضة) وقال النابلسي : لو كان في يدي عشرة أسهم كنت أرمي واحداً إلى الروم وإلى هذا الطاغي تسعة ، وبعد أن استطاع حاكم دمشق أبو محمود الكتامي أن يتغلب على القرامطة أعداء الفاطميين ، قام بالقبض على الإمام النابلسي وأسره ، وحبسه في رمضان ، وجعله في قفص خشب . ولما وصل قائد جيوش إلى مصر ، احضروه للمعز لدين الله فمثل بين يديه ، سأله معز الدين فقال : بلغنا أنك قلت : إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً تسعة !
فقال الإمام النابلسي : ما قلت هكذا!!
ففرح القائد الفاطمي ، وظن أن الإمام سيرجع عن قوله . ثم سأله بعد برهة : فكيف قلت؟
قال الإمام النابلسي بقوة وحزم ، قلت : إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة ، ويرمي العاشر فيكم أيضاً! فسأله المعز بدهشة : ولم ذلك ؟ فرد الإمام النابلسي بنفس القوة : لأنكم غيرتم دين الأمة ، وقتلتم الصالحين ، وأطفأتم نور الإلهية ، وادعيتم ما ليس لكم . فأمر بإشهاره في أول يوم ، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا . وفي اليوم الثالث ، أمر جزارا يهودياً – بعد رفض الجزارين المسلمين – بسلخه ، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه ، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد ، فرحمه السلاخ وأخذته رقة عليه ، فوكز السكين في موضع القلب ، فقضى عليه ، وحشي جلده تبناً ثم صُلب .
ولما دخل مصر سأله أحد وجهاءها الحمد لله على سلامتك!
فقال : الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك
وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رآه في النوم بعدما قُتل، وهو في أحسن هيئة قال : فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال :
حباني مالكي بدوام عزٍ
وواعـدني بقـرب الانتصارِ
وقربنـي وأدناني إليه
وقال: انعم بعيشٍ في جواري
تعليقات
إرسال تعليق