، لولا النار والعار لأقتلن الغلام

وروى الخطيب البغدادي بسنده عن صافي الجرمي الخادم ،  قال : انتهى المعتضد وأنا بين يديه إلى منزل شعث ، وابنه المقتدر جعفر جالس فيه، وحوله نحوٌ من عشرة من الوصائف والصبيان من أصحابه في سنه عنده، وبين يديه طبقٌ من فضة فيه عنقود عنب، وكان العنب إذا ذاك عزيزًا، وهو يأكل عنبة واحدة، ثم يفرِّق على أصحابه من الصبيان كل واحد عنبة، فتركه المعتضد وجلس ناحية في بيت مهمومًا، فقلت له: ما لك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ويحك! والله لولا النار والعار لأقتلن هذا الغلام؛ فإن في قتله صلاحًا للأمة، فقلت: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك، فقال: ويحك يا صافي، هذا الغلام في غاية السخاء؛ لما أراه يفعل مع الصبيان، فإن طباع الصبيان تأبى الكرم، وهذا في غاية الكرم، وإن الناس من بعدي لا يولُّون عليهم إلا من هو من ولدي، فسَيلي عليهم المكتفي، ثم لا تطول أيامُه؛ لعلته التي به - وهي داء الخنازير - ثم يموت، فيلي الناسَ جعفر هذا الغلام، فيذهب جميع أموال بيت المال إلى الحظايا؛ لشغفه بهن، وقرب عهده من تشبُّبِه بهن، فتضيع أمور المسلمين، وتعطل الثغور، وتكثر الفتن والهرج والخوارج والشرور، قال صافي: والله لقد شاهدت ما قاله سواء بسواء

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب