الأعرابي والجهم بن صفون

كان الجهم بن صفوان زعيم الجهمية يحدّث الناس ويقرر عليهم مذهبه الفاسد
( وهو إنكارُ صفاتِ الله)

فأتى عليه أعرابي والناس مجتمعون يسمعون من الجهم فاستمع الأعرابي إلى مقالته فأنكر بفطرته السليمة ما يقوله الجهم

فأنشد قائلاً :

ألا إنَّ جهماً كافرٌ بان كُفرُهُ
       ومَن قال يومًا قول جَهمٍ فقد كفرْ
لقد جُنَّ جَهمٌ إذ يُسمِّي إلههُ
      سميعًا بلا سمعٍ بصيرًا بِلا بَصَر
عليما بلا عِلمٍ رضِيًّا بلا رضى
          لطيفًا بلا لُطفٍ خبيرًا بلا خَبر
أيُرضيكَ أن لو قال يا جهمُ قائلٌ
         أبوك امرؤٌ حرٌّ خطيرٌ بلا خَطر
مليحٌ بلا مُلحٍ بهِيٌّ بلا بهى
          طويلٌ بلا طولٍ يُخالفُه القِصَر
حليمٌ بلا حلمٍ وفِيٌّ بلا وفى
     فبالعقلِ موصوفٌ وبالجهلِ مُشتَهَر
جوادٌ بلا جودٍ قويٌّ بلا قوى
            كبيرٌ بلا كُبرٍ صغيرٌ بلاصِغَر
أمدحًا تُراهُ أم هِجاءً وسُبةً
        وهزءًا كفاك الله يا أحمقَ البَشَر
فإنَّكَ شيطانٌ بُعِثتَ لِأُمَّةٍ
            تُصَيِّرُهم عما قريبٍ إلى سَقَر


فلما سمع الناس هذه الأبيات رجع كثيرٌ منهم عن هذا المذهب الفاسد .





ذكرها عنه الألوسي في " جلاء العينين ... " ( ص/ 235)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

من حكم العرب