إن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصيغة دينية أو ولاية أو أثر عظيم من الدين بسبب خلق التوحش المتأصل فيهم ،وهم من أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع أهوائهم ،
تزوج أبو كبير الهذلي أم تأبط شراً "وكان تأبط غلاماً صغيراً" فتنكر له ، وعرف أبو كبير ذلك في وجهه ، إلى أن ترعرع الغلام ، فقال أبو كبير لزوجته : ويحك ، قد رابني والله أمر هذا الغلام ، ولا آمنه . قالت : فاحتل عليه حتى تقتله ؟! فقال له أبو كبير ذات يوم : هل لك أن تغزو ؟؟ فقال تأبط شراً : ذاك من أمري . قال : فامض بنا، فخرجا غازيين لازاد معهما ، فسارا ليلتهما ويومها مامن الغد حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع . فلما أمسى قصد به أبو كبير قوماً كانوا له أعداء ، فلما رأيا نارهم من بعيد قال له أبو كبير: ويحك قد جعنا !فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست لنا منها شيئا فمضى تأبط شراً ، فوجد على النار رجلين من ألصِّ من يكون من العرب" وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه "فلما رأياه قد غشى نارهما وثبا عليه ، فرمى أحدهما وكر على الآخر فرماه ، فقتلهما ، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز منها ، فجاء به إلى أبو كبير فقال له : كل ، لا أشبع الله بطنك ، ولم يأكل هوَ، فقال : ويحك ! أخبرني عن قصتك فأخبره ، فازداد خوفاً منه .. ، ثم مضيا ليلتهما فأصابا إبلاً ، وكان يقول له أبو كبير : اختر أي نصفي ا...
قيل : دخل رجل من بنى عذرة على عبد الملك بن مروان (ت86هـ) يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة : جرير(ت110هـ) والفرزدق (ت110هـ)والاخطل (ت92هـ) فلم يعرفهم الأعرابي فقال عبد الملك للأعرابي : هل تعرف اهجي بيت قالته العرب في الإسلام ؟ قال : نعم قول جرير : فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا فقال : أحسنت ، فهل تعرف امدح بيت قيل في الإسلام ؟ قال : نعم قول جرير فيك : ألستم خير من ركب المطايا وأندى العالمين بطون راح فقال : أصبت وأحسنت ، فهل تعرف ارق بيت قيل في الإسلام ؟ قال : نعم قول جرير : إن العيون التي في طرفها حورٌ قتلننا ثم لم يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن اضعف خلق الله إنسانا فقال عبدالملك : احسنت فهل تعرف جرير ؟ قال : لا والله ، وإني إلى رؤيته لمشتاق قال : فه...
قالت العرب : إذا نزلت في أرضهم فارضهم، وإذا نزلت في حيهم فحيهم، وإذا نزلت في دارهم فدارهم يقصدون بالإرضا أن تنزل المكان الذي يحبون ، ويقصدون فحيهم أن تلقي لهم التحية، ويقصدون بالمداراة أي ان تراعي لهم ولحرمهم وأن لا تكون ثقيلا عليهم
تعليقات
إرسال تعليق