المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2014

شاعر الإسلام "محمد اقبال"

شاعر الإسلام محمد إقبال (ت1357هـ) له قصائد ماتعة أخترت لكم بعضها : من ذا الذي رفع السيوف ليرفع                    أسمك فوق هامات النجوم منارا كنا جبالا في الجبال وربما سرنا                          علـى مـوج البحـار بحـارا بمعابد الإفرنـج كـان آذاننـا                      قبل الكتائب يفتـح الأمصـارا لم تنس أفريقيا ولا صحراؤهـا                     سجداتنا والأرض تقذف نـارا وكأن ظل السيف ظـل حديقـة                      خضراء تنبت حولنا الأزهـارا لـم نخـش طاغوتـا يحاربنـا                    ولو نصب المنايا حولنا أسوارا ندعو جهارا لا إله سوى الـذي                      صنع الوجود وقـدر الأقـدارا ورؤسنا يـارب فـوق اكفنـ...

تعلق قلبي طفلة عربية

تعلق قلبي طفلة عربية           تنعم في الديباج والحلي والحلل لها مقلة لو انها نظرت بها               إلى راهب قد صام لله وابتهل لأصبح مفتونا معنى بحبها              كأن لم يصم لله يوما ولم يصل

أسيئ بنا أو أحسني لا ملومة لدينا

بعد زواج معشوقته عزم كثير عزة (ت105هـ) على الحج ، وفي نفس العام حجت عزةَ هي وزوجها وماعلم منهم أحد على أن الآخر موجودٌ في الحج ، وبينما كان كثير عزة يُبري سهامه في خيمته ، كان زوج عزة قد أمر عزة أن تذهب وتبحث عن سمن لتطبخ له ، فدخلت على كثير وهي لا تعلم فلما رآها صعق ؛ فأخذ من دون لا يشعر يُبري يده ، فما كان من عزة إلا أن انكبت عليه وأخذت تمسح الدم بثوبها ، فخرجت من عنده مسرعة ، فلما أن عادت إلى زوجها ، ونظر إلى ثوبها وقال لها : مالك ؟ ماخطبك ؟ فأنكرت ، فأصرّ عليها أن تخبره بالخبر ، فأخبرته ، فقال : أنتِ طالق ثلاث إذا لم تذهبي إليه وتقفي على رأسه وتسبيه !!!  فذهبت إليه وفعلت ما أُمرت به ، فقال كثير هذه القصيدة : خليلي هذا ربع عزة فاعقلا                  قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت ومسا ترابا كان قد مس جلدها                     وبيتا وظلا حيث باتت وظلت ولا تيأسا ان يمحو الله عنكما                   ذنوبا اذا صليتما حيث صلت وما كنت أدرى قبل عزة ماا...

إذا صح منك الود فالكل هينٌ

الأمير الشاعر أبوفراس الحمداني(ت357هـ) من قصائدة الثائرة الماتعة يقول : أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّ   ثَوَاب                           وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّ مَتَابُ؟ لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُ خَرِيدة                  و قدْ   ذلَّ منْ تقضي عليهِ كعابُ و لكنني - والحمدُ للهِ – حازمٌ                             أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ   رقابُ وَلا تَمْلِكُ   الحَسْنَاءُ قَلْبيَ كُلّهُ                       و إنْ شملتها رقة ٌ   وشبابُ وَأجرِي فلا   أُعطي الهوَى فضْلَ مقوَدي                  وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّ   صَوَابُ إذا الخِلّ   لَمْ يَهْجُرْكَ إلاّ مَلالَة ً       ...

عيدٌ بأي حالٍ عدت ياعيد

  إنهُ شاعر الطموح أبو الطيب المتنبي(ت354هـ) أتاه العيد وهو مطرود من ممدوحِهِ كافور الإخشيدي ، وقد سطر معاناته في قصيدته الدائية الذائعة الرائعة يقول فيها :  عيـد بأية حال عـدت يا عيـد                  بـما مضى أم بأمر فيك تـجديد   أما الأحـبة   فالبيـداء دونـهـم                      فليـت دونك بيدا دونـها بيـد   لولا العلى لم تجب بي   ما أجوب بها                   وجـناء حرف ولا جرداء قيـدود   وكان أطيب من سيفي مضاجعـة                    أشبـاه رونقـه الغيـد الأماليـد   لم يتـرك الدهر من قلبي ولا كبدي                     شـيء تتيمـه عيـن ولا جيــد   يا ساقيـي أخـمر في كؤوسكمـا        ...

ختام العادية وبداية القارعة

يقول الإمام البقاعي رحمه الله :  لما خُتمت سورة العاديات بالبعث وأحواله، ذكرت صيحته "القارعة". ختام العاديات: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿٩﴾ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿١٠﴾ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴿١١﴾) مفتتح القارعة: (الْقَارِعَةُ ﴿١﴾ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٢﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴿٣﴾ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴿٤﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴿٥﴾)

اقرأ وربك الأكرم

﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ قال فخر الدين الرازي: "الكرم إفادة ما ينبغي لا لِعِوَضٍ، ومن أعطى ثم طلب عوضًا، فهو ليس بكريم، وليس يجب أن يكون العوض عينًا، بل المدح والثواب والتخلص عن المذمة كله عِوَض"، وضرب لذلك مثالاً دقيقًا فقال" "فمن يهب السكين ممن يقتل به نفسه، فهو ليس بكريم"     التفسير الكبير لفخر الدين الرازي

وسوء الظن أن تعتدّ زاداً

ذكر ابن كثير أنه في أحداث عام ٥٩٠ شرب الخمر شابين فقتل أحدهما الآخر فأقيم على الآخر القصاص فكتب في ورقه بيتين وأمر أن تدفن معه وهي : قدمتُ على الكريم بغير زاد            من الأعمال بالقلب السَّليم وسوء الظنِّ أن تعتدّ زاداً            إذا كان القدوم على كريم

الأخ ليس له عوض

من قصص جنكيز خان  أنه أُتي بثلاثة سوف يقتلون صبرا ، فإذا إمرأة معهم تبكي ، فقال لها: من هؤلاء ؟ فقالت : زوجي ، وإبني ، وأخي . فقال : إختاري واحداً أعتقه ؟! فقالت وبدون تفكير : أخي ، فتعجب !؟ فقال لماذا أخترتي الأخ دونهم ؟ فقالت ؛ الزوج له عوض ، الإبن له عوض ، وأمي وأبي ميتين فليس لي فيه عوض ؛ فأعتق لها الثلاثة

الحق حتى لو على اهلهه

محمود بن سبكتكين (ت421هـ)  الدولة الغزنوية اشتكى إليه رجل أن إبن أخت الملك يهجم عليه في داره وعلى أهله في كل وقت ، فيخرجه من البيت ويختلي بإمرأته ، فشتكى الرجل لأكابر القوم فلم يستطع أحد نصرته لأنه أبن أخت الملك ، فلما سمع الملك ذلك غضب غضباً شديداً ، وقال لرجل : ويحك متى ما جاءك فائتني ليلاً أو نهاراً ؛ ثم أخذه وذهب به إلى الحجبة فقال لهم : إن هذا الرجل متى ما أتاني ليلاً أو نهاراً فلا تمنعوه من الدخول علي ؛ فما كان إلا ليلتان إلا والشاب قد هجم على الرجل واختلى بإمرأته ، فذحب الرجل إلى الملك شاكياً ، فخرج معه بنفسه وليس معه أحد ؛ حتى جاء منزل الرجل فنظر الغلام وهو مع المرأة في الفراش وعندهم شمعة تقد ؛ فتقدم الملك فأطفأ الشمعه فقتله وحزّ رأسه ، ثم قال لرجل ويلك إلحقني بشربة ماء ؟! ثم إنطلق الملك ليذهب ؛ فقال الرجل : سألتك بالله لماذا أطفأت الشمعه ؟ قال : ويحك ابن أختي وكرهت أشاهده حالة الذبح ، فقال الرجل : وشربة الماء ؟ فقال الملك: منذ أن أخبرتني وأنا لم آكل وأشرب حتى أنتصر لك ؟!؟! تاريخ ابن خلدون

علم الله نيته فعوضه

محمود بن سبكتكين (421هـ) أراد تكسير صنم للهنود أسمه ( سومنات ) "إن لم أكن واهم " فقال له عباد ذلك الصنم : سوف نبذل لك من المال كذا وكذا ، فطمع الجنود في هذا المبلغ فأشار عليه من الأمراء المسلمين أخذ هذا المبلغ ؛ فقال الملك : أمهلوني أستخير وأفكر ؟!؟!  فلما أصبح قال : إني فكرت في هذا الأمر فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة : أين محمود الذي كسر الأصنام ؟ أحب إليّ من أن يقال الذي ترك الأصنام من أجل مايناله من الدنيا ؛ ثم عزم فكسره فوجد عليه وفيه من الجواهر والذهب والآلئ ثلاثة أضعاف مابذلوا له  ابن كثير  أحداث ٤١٨

هبوط آدم للأرض

عن عطاء بن ابي رباح قال :  لما أهبط الله عز وجل آدم من الجنة ، كان رجلاه في الأرض ، ورأسه في السماء يسمع كلام اهل السماء ودعاءهم ، يأنس إليهم ، فهابته الملائكة حتى شكت الى الله في دعائها وفي صلاتها ؛ فخفضه إلى الأرض ستين ذراعا ، فلما فقد ماكان يسمع منهم استوحش حتى شكا ذلك إلى الله في دعائه وصلاته ، فوجه إلى مكة فصار موضع قدمه قرية ، وخطوته مفازة ، حتى إنتهى إلى مكة ، وأنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة ، فكانت على موضع البيت الآن فلم يزل يطوف به حتى أنزل الله الطوفان ، فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث الله إبراهيم الخليل فبناه ، فلذلك قوله تعالى : (( وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت )) تاريخ الطبري المجلد ١

مات فلان وفلان وفلان

ذكر عن الملك المظفر قطز  أنه لما كان يوم المعركة بعين جالوت قتل جواده ولم يجد أحداً في الساعة الراهنة من الوشاقية *الذين يكون معهم خيولاً إحتياط* فترجل وبقي واقفا على الأرض ثابتاً ، والقتال  في المعركة ، في موضع السلطان من القلب ، فلما رآه بعض الأمراء ترجل عن فرسه وحلف على السلطان ليركبنها فامتنع وقال لذلك الأمير : ماكنت لأحرم المسلمين نفعك . ولم يزل يقاتل راجلاً حتى جاءته الوشاقية بالخيل فركب ، فبعد المعركة لامه بعض الأمراء وقالوا له : لو أن بعض الأعداء رآك لقتلك وهلك الأسلام بسببك  ، فقال : أما أنا فكنت أروح للجنة ، وأما الإسلام فله رب لايضيعه ، قد قتل فلان وفلان وفلان حتى عد خلقاً من الملوك ، ثم قال : فأقام الله للإسلام من يحفظه ، ولم يضع الإسلام  دولة المماليك

سرعة بديهة

الخليفة القائم بالله (ت467هـ) كان من أذكى خلفاء بني العباس دخل علية أبو العلاء المعري (ت449هـ) وكان من المحبين للمتنبي المعجبين به ؛ وكان الخليفة من المبغضين للمتنبي ، فقال الخليفة للمعري : أنت وشيخك زنديقين ؟! فقال المعري : لاتقل ذلك لو لم يكن له إلا قصيدة :  لكِ يامنازلُ في القلوبِ منازلُ             أقفَرتِ أنتِ وهُنَّ مِنكِ أواهِلُ فقال الخليفة للحرس : إسحبوه برجله إلى خارج القصر !! فقال بعضدالحضور مستغرباً : ماذا قال ؟!؟! فقال الخليفة : الخبيث يريد آخر القصيدة  وإذا أتتك مذمَّتي من ناقصٍ         فهي الدليلُ عليَّ أني كاملُ (( لأن للمتنبي قصائد أفضل من هذه ولكنه أراد أن يرد عليه بآخرِ القصيدة)) أنا أتعجب من ثنتين: سرعة البديهة لكليهما حفظ الخليفة لقصائد المتنبي مع بغضه له

إني أكلمك بكلام فاحتمله ؟!

قال أعرابي لسليمان بن عبدالملك(ت99هـ) : إني أكلمك يا أمير المؤمنين بكلام فاحتمله ، فإن وراءه إن قبلته ماتحبه ، قال : هاتِهِ يا أعرابي ؛ فنحن نَجُودُ بسعةِ الأحتمال على من لا نأمن غيبته ، ولا نرجو نصيحته ، وأنت المأمون غيباً ، الناصح جَيباً (سلامة الطوية) . قال : فإني سأطلق لساني بما خرست عنه الألسُن ، تأدية لحق الله تعالى ؛ إنه قد اكتنفك رجالٌ أساءوا الأختيار لأنفسهم ، وابتاعوا دُنياك بدينهم ، ورضاكَ بسَخَطِ ربهم ، وخافوك في الله ولم يخافوا الله فيك ، فهم حربٌ للآخرة ، وسَلمٌ لدنيا ، فلا تأمنهم على ما ائتمنك اللهُ عليه ؛ فإنهم لم يألوا الأمانةَ تضييعاً ، والأمة كسفاً وخسفاً ، وأنت مسئول عما اجترموا ، وليسوا مسئولين عما اجترمت ؛ فلا تُصلح دنياهم بفساد آخرتك ؛ فإن أعظم الناسِ عند الله غَبناً من باع آخِرته بدُنْيا غيره فقال سليمان : أما أنت يا أعرابي فقد سللت لسانك وهو سيفُك ، قال : أجل يا أمير المؤمنين ، لك لا عليك زهرة الآداب وثمرة الألباب للحصري القيرواني 

تسمع بالمعيدي خير من أن تره

في المثل (( تسمع بالمعيدي خير من أن تره )) عن عكرمة الضبي قال : إن رجلاً من بني تميم ؛ يُقال له ضَمرة كان يُغيرُ على مسالح ( الثغور) لنعمان بن المنذر (ت60ق هـ) حتّى إذا عيل صبرُ النعمان كتب إليه : أن أدخل في طاعتي ؛ ولك مئة من الأبل ؛ فقبلها وأتاه ، فلما نظر إليه النعمان إزدراه ، وكان ضمرة قصيراً دميماً ، فقال : تسمع بالمعيدي خير من أن تره ، فقال ضمرة : مهلاً أيها الملك : إن الرجال لايكالون بالصيعان ؛ وإنّما المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، إن قاتَل قاتل بجنان ، وإن نطق نطق ببيان قال : صدقت لله درك   جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري دخل كثير عزة على عبد الملك بن مروان (ت86هـ) فقال عبد الملك : أأنت َ كثير عزة ؟ قال : نعم ، قال عبدالملك : تسمع بالمعيدي خير من أن تره ، فقال كثير : يا أمير المؤمنين كل عند محله رحب الفناء ، شامخ البناء ، عالي السناء ، ثم أنشأ يقول : ترى الرجل النحيف فتزدريه                وفي أثوابه أسدٌ هصور  ويعجبك الطرير إذا تراه             فيخلف ظنك الرجل الطرير بغاث الطير أطولها رقابا...

إذا انفقتم اموال الحوائض ...!!!

استشار الملك المنصور بن المعز  ، بدر الدين السنجاري ، والشيخ عز الدين بن عبد السلام (سلطان العلماء ) في حكم أخذ أموال من العامة لقتال التتار ، فكان جواب العز بن عبدالسلام أن قال : إذا لم يبقى في بيت المال شيء ثم أنفقتم أموال الحوائض ( النساء) المذهبة وغيرها من الفضة والزينة التي في قصوركم ، وتساويتم أنتم والعامة في الملابس سوى آلات الحرب بحيث لم يبقى للجندي سوى فرسه التي يركبها ، جاز للحاكم حينئذ أخذ شيء من أموال الناس في دفع الأعداء عنهم  ٦٥٧ احداث البدايه والنهاية ١٣

سارق السر والعلانية

مرّ عمر بن عبيد بجماعة وقوف فقال : ماهذا ؟ قيل : السلطان يقطع سارقاً . فقال : سبحان الله ! سارق العلانية يقطع سارق السر .  قصص العرب المجلد ١

التعصب للمذهب !!

محمود بن سبكتكين (ت421هـ)كان حنفي المذهب  فجتمع يوماً بالعلماء ( أحناف)  ، وقال لهم : كأن مذهب الشافعي أقرب إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم من غيره ؟! وكان أحد العلماء من الموجودين شافعياً وكان يخفي ذلك ، لأنه في ذلك الوقت كان التعصب المذهبي في أعلى توهجه ؛ ثم قام هذا العالم فقال : أنا سوف أتوضأ وأصلي على مذهب الشافعية والأحناف ، فقام فتوضأ وصلى على مذهب الشافعي على أحسن مايكون من خشوع  وسكينة ، فلما أنتهى من الشافعية وأتى وقت الحنفية ، أمر أن يُحضر نبيذ وأن يُحضر جلد كلب ؟!؟! فقام فتوضأ بالنبيذ !! (يرون جواز شرب النبيذ ماخُمرّ ثلاث ليال وأقل ) ولبس جلد كلب !! ( يرون جواز أكل الكلب )  ثم صلى ولم يأتي إلا بالشرط والركن والواجب ، وفي التشهد الأخير ضرط !!! (يرون من أحدث بعد الركعة الأخيرة لاتبطل صلاته )   فلما سلّم ، غضب الملك غضباً شديداً وأحمر وجهه وقال : أهذه صلاة ؟!؟! فقال العالم : إسأل علماء الأحناف عنها ؟ فأنكروا ذلك ، فقال العالم : أحضروا كتبكم ، فلما أحضروها أخرج لهم هذه المسائل ، وقد كانت متفرقة ؛ قلت : ويستحيل أن تجتمع كلها في وقت واحد ؛؛ ولكن العال...

كُنتُ عنه غنياً

عن سعيد بن سليمان قال : كنت بمكة في زقاق الشطوى وإلى جنبي عبدالله العمري وقد حج هارون الرشيد (ت193هـ) فقال له إنسان : يا أباعبدالرحمن هو ذا أمير المؤمنين يسعى قد أُخلي له المسعى . قال العمري لرجل : لا جزاك الله عني خيراً ، كلفتني أمراً كنتُ عنه غنياً . ثم تعلّق نعليه وقام .  فتبعته وأقبل هارون الرشيد من المروة يريد الصفا فصاح به : ياهارون ! فلما نظر إليه هارون قال : لبيك ياعمّ . قال العمري : ارْقَ الصفا ، فلما رَقَيه قال : ارم بطرفك إلى البيت . قال هارون : قد فعلت . قال العمري : كم هم ؟ قال هارون : ومن يحصيهم ؟ قال العمري : فكم من الناس مثلهم ؟ قال هارون : خلق لا يحصيهم إلا الله . قال العمري : اعلم أيها الرجل أن كل واحد يُسأل عن خاصة نفسه ، وأنت وحدك تُسأل عنهم كلّهم ، فانظر كيف تكون ؟ فبكى هاون وجلس وجعلوا يعطونه منديلاً قال العمري : وأخرى أقولها . قال هارون : قل ياعمّ . قال العمري : والله إن الرجل ليسرف في ماله فيستحقّ الحَجر عليه . فكيف بمن يسرف في مال المسلمين . ثم مضى وهارون يبكي  صفة الصفوة المجلد ٢

العقل

قال أبوهلال : من العجب أن العرب تمثلت في جميع الخصال بأقوام جعلوهم أعلاماً فضربوا بها الأمثال إذا أرادوا المبالغة ، فقالوا : أحلم من الأحنف ، أكرم من حاتم ، أشجع من بسطام ، أبين من سحبان ........  ولم يقولوا أعقل من فلان ، فلعلهم لم يستكملوا عقل أحد ؛ وقد قيل لحكيم : ماجماع العقل ؟ قال : ما رأيتهُ في أحدٍ فأصفهُ ، ومالا يوجدُ كاملاً فلا حدَّ له . قال العتبي : العقل عقلان ، عقل تفرد الله بصُنعه ، وهو الأصل ، وعقلٌ يستفيدُهُ المرءُ بأدبه ، وهو الفرع ، فإذا إجتمعا قوّي كل واحد منهما صاحبه  نهاية الأرب في فنون الأدب  المجلد ٣ لنويري ولما أهبط الله تعالى آدم عليه السلام إلى الأرض أتاه جبريل فقال : يا آدم إن الله عزّ وجلّ قد حباك بثلاث خصال لتختار منها واحدة وتتخلى عن اثنتين . قال آدم : وماهن ؟ قال : الدين والعقل والحياء . قال آدم : العقل . فقال جبريل  للحياء والدين : ارتفعا . قالا لن نرتفع . قال جبريل : أتعصياني ؟ قالا : لا ، ولكن أُمرنا أن لا نفارق العقل  المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي  قال المتنبي (ت354هـ) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله       ...

من تأنف امه أن تخدم أمي ؟!

يُذكر أن الملك عمرو بن هند (ت54ق هـ) قال : ذات يوم لجلسائه : هل تعلمون أن أحدا من أهل مملكتي يأنف أن تخدم أمه أمي. فقالوا: لا ، ما خلا عمرو بن كلثوم (ت39ق هـ) ، فإن أمه ليلى بنت المهلهل أخي كليب، وعمها كليب ، وهو وائل بن ربيعه ملك العرب وزوجها كلثوم. فسكت عمرو على ما في نفسه . ثم بعث عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم يستزيره وان تزور ليلى هنداً. فقدم عمرو  في فرسان تغلب ، ومعه أمه ليلى ، فنزل شاطيء الفرات وبلغ عمرو بن هند قدومه. فأمر بخيمة فضربت بين الحيره والفرات وأرسل الى وجوه مملكته فصنع لهم طعاما ثم دعا الناس إليه فقرب إليهم الطعام  وقد قال عمرو بن هند لأمه: إذا دخلت عليك ليلى فطلبي منها الخدمة  فلما دخلت ليلى (أم عمرو بن كلثوم ) على هند ( أم عمرو بن هند ) قالت هند لليلى: - ناوليني ذلك الطبق. قالت: - لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها. فقالت: - ناوليني. وألحت عليها . فقالت ليلى : - واذلاه .... يا لتغلب. فسمعها إبنها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه والقوم يشربون. ونظر عمرو بن هند الى عمرو بن كلثوم ، فعرف الشر في وجهه ، وقد سمع قول أمه : واذلاه يا لتغلب ، ونظر إلى سيف عمرو بن هند...

أبدل الله الدرهم بدينار

ذُكر عند الحجاج بن يوسف (ت95هـ) يوماً هند بنت النعمان بأنها فائقة الجمال ، عليمةُ اللسان ، فطنةً ذكية ، فخطبها من أبيها فتزوجها ، فدخل عليها يوماً وهي لاتعلم ، فإذا هي جالسةٌ أمام المرآة وتنشد قائلة : وماهند إلا مهرة عربية             سليلة أفراس تحللها بغلُ فإن ولدت فحلا فلله درُها       وإن ولدت بغلا فجاء به البغلُ فطلقها الحجاج فعادت إلى أهلها ؛ ثم ذُكِرت عند الخليفة عبدالملك بن مروان (ت86هـ)، فأرسَلَ إلى خطبتها ، فقالت : يا أمير المؤمنين إن الكلب ولغ في الإناء !  فضحك عبدالملك وقال : نغسله سبعاً إحداهن بالتراب ! ، فقالت : إذاً بشرط ؟! فقال : وماهو ؟ قالت : يسوق الحجاج الناقة من بيت أهلي حتى منزل الخلافة وهو حافي القدمين  !؟!؟ فوافق عبدالملك على ذلك ، وأرسل إلى الحجاج يأمره بذلك ، ففعل الحجاج ما أُمِرِ به ، فلما قَرُب وصولها إلى منزل الخليفة ضحكت وأضحكت جواريها معها ، فعلم الحجاج ماتريد ، فقال : فإن تضحكي مني فياطول ليلةٍ                       تركتكِ فيها كالقباء المفرج ...

إن صدقناك اغضبنا الله

شَكَا الحجاج بن يوسف (ت95هـ) يوماً سوء طاعة أهل العراق وسَقَم مذهبهم ، فقال له جامع المحاربي ( وكان شيخاً صالحاً لسناً) : أما إنهم لو أحبوك لأطاعوك ، على إنهم ما أبغضوك لنسبك ، ولا لِذاتِ نفسك ، ولكنهم نَقَموا أفعالك ؛ فدع مايبعدهم عنك إلى مايدنيهم منك ، وليكن إيقاعُك بعد وعيدك ، ووعيدُك بعد وعدك . فقال له الحجاج : والله ما أرى أن أردّ بني اللكيعة إلى طاعتي إلا بالسيف ! فقال جامع : أيها الأمير إن السيف إذا لاقى السيف ذهب الخيار !  فقال الحجاج : الخيار يومئذ لله ! قال جامع : أجل ، ولكن لاتدري لمن يجعله الله !؟ فغضب الحجاج وقال : ياهناه ، إنك من محارب ! فقال جامع :  وللحرب سُمِّينا وكان محارباً            إذا ما القنا أمسى من الطَّعن أحمرا فقال له الحجاج : والله لقد هممتُ أن أخلعَ لسانك ، وأضرب به وجهك .  فقال جامع : (( إن صَدَقناك  أغضبناك ، وإن كَذَبناك أغضبنا الله ، وغضب الأمير أهونُ علينا من غضب الله )) فقال الحجاج : أجل ! وسكن ، فخرج جامع من عنده العقد الفريد المجلد ٢ لابن عبد ربه (

ومالك تستهزأ بذلك

ذكر ابن الأثير في تاريخه عند ذكر سيرة نور الدين محمود زنكي (ت569هـ)  أنه أُرسل إليه من جهت القاضي تاج الدين رسولاً يقال له سويد ليحضر لمجلس الحكم لسماع دعوى من رجل عليه ، فبلغ سويد الرساله إلى الحاجب ، فدخل الحاجب وهو يضحك على الملك ! وهو يقول : ليقم المولى إلى القاضي لسماع دعوى وكأنه يستهزىء بذلك ، فقال الملك : ومالك تستهزىء بذلك ؟ ثم قال : ائتوني بفرسي فنهض وهو يقول : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا )  وذهب إلى القاضي في يوم ممطر كثير الوحل رحمه الله تعالى الكامل في التاريخ المجلد ٩ لابن الأثير الجزري

إن قُتلت فهذا كفني

في معركة ملاذ كرد (463هـ) كان القائد المسلم ألب أرسلان (ت465هـ) ليس معه إلا عشرون ألف مقاتل والنصارى مئتان وعشرون ألف مقاتل. فهاب مواجهتهم فستشار الذين معه فقال محمد بن عبدالملك البخاري الحنفي : إنك تقاتل عن دين الله ، وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان . وأرجوا أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح ، فالقهم يوم الجمعة في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر ، فإنهم يدعون للمجاهدين . فلما كانت تلك الساعة صلى بهم ، وبكى السلطان ، فبكى الناس لبكائه ، ودعا فأمنوا ، فقال لهم : من أراد الإنصراف فلينصرف ، فما هاهُنا يأمر ولا ينهى . وألقى القوس والنشاب ، وأخذ السيف ، وعقد ذنب فرسه بيده ، وفعل العسكر مثله ، ولبس البياض وتحنط ، ثم قال : إن قتلت فهذا كفني !! ثم كان النصر والغلبة للمسلمين . تاريخ الإسلام لذهبي 

خير الدين بربروس

خير الدين بربوس كان رحمه الله صياداً هو وأبوه وأخوته يصطادون الأسماك ، في البحر المتوسط ، وبعد سقوط الأندلس هاله الأمر ، فأصبح قرصاناً يغير على السفن الاسبانية والبرتغالية والإيطالية حتى كون قوة وجبهة اوقفت الزحف الصليبي على شمال أفريقيا ؛ فبعدها إعترفت به الدولة العثمانية ، ومدته بالمساعدات الازمة  ومن مواقفه: شعرت الممالك الأوربية برعب شديد من الغارات التي يشنها خير الدين على سواحلها وجزرها وسفنها ، فعقد (شرلكان) هدنة مع ملك فرنسا فرنسوا الأول (بينهم حروب ) ، وتنادت الممالك الأوربية لعقد تحالف صليبي كبير اشتركت فيه أسبانيا والبابا ، والبندقية ، والبرتغال ، فأعدت حملة مكونة من 600 سفينة حربية ، وسفينة دعم ، وسلمت قيادتها إلى أندوريا دوريا ، فاستعد خير الدين لمواجهة التحالف الصليبي بأسطول مكون من 122 سفينة ، ثم اشتبك معه في معركة كبيرة في خليج بروزة ، انتهت بهزيمة ثقيلة للتحالف الصليبي ، واستيلاء خير الدين على 36 سفينـة ، و 2175 أسير . فكان من أهم نتائج هذه المعركة سيطرة العثمانيين ( الإسلاميين ) على البحر المتوسط . خير الدين بربوس والجهاد في البحر  لبسام العسلي

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

حج هشام بن عبدالملك (ت125هـ) في خلافة الوليد (ت96هـ) فجتهد ليستلم الحجر ، فلم يستطع من شدة الزحام ، فنُصب له منبر فجلس ينظر إلى الناس ، وأقبل علي بن الحسين - زين العابدين - (ت95هـ) فطاف بالبيت ، فلما بلغ الحجر الأسود تنحّى الناس كلّهم له . فغاظ هشام ذلك ، فقال رجل لهشام : من هذا أصلح الله الأمير ؟! فقال هشام : لا أعرفه ( وكان به عارفاً ) ، فقال الفرزدق (ت110هـ) وكان حاضراً : أنا أعرفه ، فسلني ياشامي . قال : ومن هو ؟ قال الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته                   والبيت يعرفُهُ والحِلُّ والحرمُ هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلِّهمُ               هذا التقيُ النقيُ الطاهر العلمُ إذا رأته قريش قال قائلها :                  إلى مكارم هذا ينتهي الكرمُ يكادُ يمسكهُ عرفانَ راحته               رُكنُ الحَطيم إذا ما جاء يستَلِمُ فليس قولك : من هذا بضائره              العُرب تعرف من أنكرتَ والعجمُ ا...

لم ينسه الله

ذكر ابن كثير أنه مات أحد العلماء المدرسين في المدرسة النظامية في بغداد أيام الدولة العباسية ؛ فاجتمع الناس من كل فجّ ومن كل صوب لصلاة عليه ، وكان هناك جنازة أخرى لرجل فقير لا أحد يعرفه ، فجمعوهما ليصلى عليهما ، فقبل التكبير عطسّ أحد الجنازتين فإذا هو العالم وقد كان مغشياً عليه ، وظنّوا أنه ميت ؛ فصلوا على الرجل الفقير ثم إنصرف الجمع ؟!! البداية والنهاية ج ١١ 

من مواقف شيخ الاسلام ابن تيمية

توفي شيخ الأسلام ابن تيمية عام (ت728هـ ) من مواقفه : قال القلانسي : وسمعت الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يذكر : أن السلطان محمد بن قلاوون (٧٤١)ت  لما وقف هو وإياه عند الشباك  أخرج السلطان من جيبه فتاوى لبعض الحاضرين من قضاة وعلماء في قتل ابن تيمية واستفتاه في قتل بعضهم  قال ابن تيمية : ففهمت مقصوده وأن عنده حنقاً شديداً عليهم لما خلعوه وبايعوا الملك الجاشنكير  فشرعت في مدحهم والثناء عليهم وشكرهم وأن هؤلاء لو ذهبوا لم تجد مثلهم في دولتك أما أنا فهم في حل من حقي ومن جهتي وسكنت ما عنده عليهم ،  فكان القاضي زيد الدين ابن مخلوف قاضي المالكية يقول بعد ذلك ما رأينا أتقى من ابن تيمية لم نبق ممكنا في السعي فيه ، ولما قدر علينا عفا عنا" قال ابن القيم (٧٥١)ت : "وكان بعض أصحابه الأكابر يقول : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه. وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشراً له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له فنهرني وتنكر لي واسترجع ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال : إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونح...