المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2014

قوة حفظ الامام البخاري

لما قدم البخاري (ت256هـ) إلى بغداد ، أراد أصحاب الحديث امتحان حفظه ، فعمدوا إلى مئة حديث ، فقلبوا متونها وأسانيدها ، وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر ، و اسناد هذا المتن لمتن آخر ، ودفعوها إلى عشرة رجال ، لكل رجل عشرة أحاديث ، وأمروهم أن يلقوا ذلك على البخاري . فحضروا  ، وحضر غيرهم ، فلما اطمأن المجلس بأهله ، أنتُدِب رجل من العشرة ، فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة ، فقال البخاري : لا أعرفه . فما زال يلقي عليه واحداً بعد الآخر حتى فرغ ، والبخاري يقول : لا أعرفه . ثم انتدب الرجل الثاني ، ثم الثالث والرابع إلى تمام العشرة ، حتى فرغوا كلهم من إلقاء تلك الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على : لا أعرفه . فلما علم أنهم قد فرغوا ، التفت إلى الأول ، وقال له : أما  حديثك ، فقلت كذا وصوابه كذا ، وحديثك الثاني كذا وصوابه كذا ، والثالث والرابع ....... حتى أتى على تمام العشرة ، فرد كل متن إلى إسناده ، وكل إسناد إلى متنه ، وفعل بالآخرين مثل ذلك ، فتعجب الناس لذلك أشد العجب ، وأقروا له بالحفظ والفضل . قال الأمام مسلم : ما العجب من رده الخطأ إلى صواب ، فإنه كان حافظاً بل ا...

حصنها بالعدل

أرسل بعض ولاة عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) إليه رساله يقول فيها : أما بعد ، فإن مديتنا قد خربت ، فإن يرى أمير المؤمنين أن يقطع لنا مالاً نرممها به فعل . فكتب إليه عمر : أما بعد ، فقد فهمت كتابك ، وما ذكرت من أن مدينتكم قد خربت ، فإذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل ، ونقِ طرقها من الظلم ، فإنه مرمتها والسلام .           تاريخ الخلفاء لسيوطي

استحضرت هيبة الله

يروى أن السلطان نجم الدين أيوب احتفل بيوم العيد في القلعة ، والعساكر مصطفةً من حوله ، والأمراء تقبِّل الأرض بين يديه ، وجماهير الناس محتشدة ، فناداه العز بن عبدالسلام (ت660هـ) باسمه المجرد قائلاً : يا أيوب ماحجتك عند الله إذا قال لك : ألم أبوِّىء لك ملك مصر ، ثم تبيع الخمور ؟ فقال نجم الدين : هل جرى ذلك ؟ فقال العز : نعم ، الحانة الفلانية يباع فيها الخمور وغيرها من المنكرات . وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة ، ينادي كذلك بأعلى صوته ، والعساكر واقفون ، فكسره الله وأذله ، وأدخل هيبة الشيخ في قلبه ، فقال نجم الدين : ياسيدي هذا أنا ماعملته ، هذا من زمان أبي . فقال الشيخ : أنت من الذين يقولون : (إنا وجدنا آباءنا على أمة) ، فوجم السلطان ، ثم رسم بإبطال تلك الحانة . يقول الباجي " أحد تلاميذ الشيخ" : سألت الشيخ لما جاء من عند السلطان ، وقد شاع هذا الخبر : ياسيدي كيف الحال ؟ فقال : يابني رأيته في تلك العظمة ، فأردت أن أهينه ، لئلا تكبر نفسه فتؤذيه ، فقلت : ياسيدي أما خفته ؟ فقال الشيخ : والله يابني استحضرت هيبة الله ، فصار السلطان قدامي كالقط . طبقات السبكي 8

إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة

قال شيخ الإسلام بن تيمية ( ت728هـ) : ((إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، ويقال : الدنيا تدوم مع العدل والكفر ، ولا تدوم مع الظلم والإسلام . وذلك أن العدل نظام كل شيء فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت ، وإن لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان مايجزي به في الآخرة )) رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن تيمية

الأجوبة المسكتة

قال معاوية بن أبي سفيان (ت60هـ) لرجل من اليمن : ما كان أجهل قومك إذ ملكوا عليهم امرأة ، فقال : أجهل من قومي قومك الذين قالوا حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم )) ولم يقولوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه . وقال معاوية يوماً لجارية بن قدامة : ما كان أهونك على قومك إذ سموك جارية ؟ فقال جارية : ما أهونك على قومك إذ سموك معاوية وما معاوية إلا كلبة عوة فستعوت الكلاب ، أما والله إن القلوب التي أبغضناك بها لبين جوانحنا ، والسيوف التي قاتلناك بها لهي بين أيدينا ، وإنك لم تهلكنا قسوة ، ولم تملكنا عنوة ، ولكنك أعطيتنا عهداً وميثاقاً ، وأعطيناك سمعاً وطاعةً ، فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن نزعت غير ذلك ، فإنا تركنا خلفنا رجالاً شداداً حداداً ، فقال معاوية : لا كثر الله أمثالك ، فقال جارية : قل معروفاً فإن شر الدعاء محيطٌ بأهله .   جارية بن قدامة التميمي من أنصار علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الألوسية

وقيل للأوسية ، وهي أمرأة حكيمة من العرب ، بحضرة عمر بن الخطاب(ت23هـ) : أي منظرٍ أحسن ؟ فقالت : قصورٌ بيض في حدائق خُضرٍ ، فأنشد عمر بن الخطاب لعدي بن زيد : كدُمى العاج في المحاريبِ          أو كالبيض في الروض زهرُهُ مُستنيرُ

بالليل رهبان وبالنهار فرسان

في معركة اليرموك أرسل أحد قادة جيش الروم واسمه القُبُقلار ، رجلاً من قضاعة يقال له بن هزارف ، فقال له : أدخل في هؤلاء القوم - يعني المسلمين - فأقم فيهم يوماً وليلة ثم ائتني بخبرهم . فدخل ابن هزارف في جيش المسلمين ، فأقام فيهم يوماً وليلة ، ثم رجع إلى قائد الروم ، فقال له : ما وراءك ؟ فقال ابن هزارف : إن القوم بالليل رهبان ، وبالنهار فرسان ، ولو سرق فيهم ابن ملكهم قطعوا يده ، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم . فقال القائد : لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها ، ولوددت أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم ، فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي . متفائلون لعبدالكريم القصيّر

من دعاء مراد الأول

كان من دعاء السلطان مراد الأول (ت791هـ) قبل إستشهادة (( إلهي ومولاي ، إن الملك والقوة لك ، تمنحها من تشاء من عبادك ، وأنا عبدك العاجز الفقير ، تعلم سري وجهري ، أقسم بعزتك وجلالك أنني لا أبتغي من جهادي حطام الدنيا الفانية ، ولكني أبتغي رضاك ولا شيء غير رضاك إلهي ومولاي ، إن كان في استشهادي نجاة جند المسلمين فلاتحرمني الشهادة في سبيلك ، لأنعم بجوارك  إلهي ومولاي ، لقد شرفتني بأن هديتني إلى الطريق الجهاد في سبيلك ، فزدني شرفاً بالموت في سبيلك )) جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك لزياد ابوغنيمة

مثل زاد المسافر

دخل داوود عليه السلام غاراً فوجد رجلاً ميتاً وعند رأسه لوح مكتوب فيه ، أنا فلان بن فلان بن فلان الملك ، عشت ألف عام ، وبنيت ألف مدينة ، وأفتضضت ألف بكر ، وهزمت ألف جيش ، ثم صار أمري إلى ان بعثت زنبيلاً من الدراهم في رغيف فلم أجد ، ثم بعثت زنبيلاً من الجواهر فلم أجد ،  فدققت الجواهر فستقيتها ، فمت مكاني فمن أصبح وعنده رغيف خبز ، وهو يحسب أن على وجهه الأرض أغنى منه أماته الله كإماتتي . قال أبوالعتاهية : لئن كنت في الدنيا بصيراً فإنما               بلاغك منها مثل زاد المسافر  إذا أبقت الدنيا على المرء دينه                      فما فاته فليس بضائر

إنما العبادة التفكر في أمر الله

قال برد مولى ابن المسيب لسعيد بن المسيب (ت94هـ) : ما رأيت ما أحسن ما يصنع هؤلاء ! قلت : يصلي أحدهم الظهر ، ثم لا يزال جالساً صافاً رجليه حتى يصلي العصر ، فقال سعيد : ويحك ! يا برد أما والله ماهي العبادة ، إنما العبادة التفكر في أمر الله ، والكف عن محارم الله .             سير أعلام النبلاء المجلد 3 لذهبي

لا خير في لذةٍ من بعدها صقرُ

ابراهيم المهلبي كم قد ظفرتُ بمن أهوى فيمنعني                  مِنه الحياءُ وخوفُ الله والحذرُ وكم خلوتُ بمن أهوى فيُقنِعُني                  منه الفكاهةَ والتأنيسُ والنظرُ أهوى الملاحَ وأهوى أن أجالِسَهُم                وليسَ لي في حرامِ منهم وطرُ كذلك الحَبُّ لا إتيانُ معصيةٍ                لا خير في لذةٍ من بعدها سقرُ

سقوط بغداد

المستعصم بالله (ت656هـ) كان كريماً حليماً سليم الباطن حسن الديانة. قال الشيخ قطب الدين: كان متديناً متمسكاً بالسنة كأبيه وجده ولكنه لم يكن مثلهما في التيقظ والحزم وعلو الهمة، وكان للمستنصر أخ يعرف بالخفاجي يزيد عليه في الشجاعة والشهامة، وكان يقول: إن ملكني الله الأمر لأعبرن بالجيوش نهر جيحون وأنتزع البلاد من التتار وأستأصلهم فلما توفي المستنصر لم ير الدويدار والشرابي والكبار تقليد الخفاجي الأمر وخافوا منه، وآثروا المستعصم للينه والقيادة ليكون لهم الأمر فأقاموه، ثم ركن المستعصم إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي الرافضي فأهلك الحرث والنسل ولعب بالخليفة كيف أراد وباطن التتار وناصحهم وأطمعهم في المجيء إلى العراق وأخذ بغداد وقطع الدولة العباسية ليقيم خليفة من آل علي، وصار إذا جاء خبر منهم كتمه عن الخليفة ويطالع بأخبار الخليفة التتار إلى أن حصل ما حصل. استدعى المستعصم وزيره ابن العلقمى، وقال له " ما تدبير أمرنا "، فرد عليه ابن العلقمى ببيت شعر يقول : " يظنون أن الأمر سهل وإنما                   هو السيف حدت ل...

جرير يرثي زوجته

لولا الحياء لهاجني استعبار                ولزرت قبرك والحبيب يزار ولقد نظرت وما تمنّع نظرة            في اللحد حيث تمكن الإحفار ولّهتِ قلبي إذ علتني كبرة             وذوو التمائم من بنيك صغار لا يلبث القرناء أن يتفرقوا                      ليل يكر عليهم ونهار صلى الملائكة الذين تخيروا                  والطيبون عليك والأبرار فلقد أراك كسيتِ أحسن منظر               ومع الجمال سكينة ووقار كانت إذا هجر الحبيب فراشها           خُزِنَ الحديث وعفّتِ الأسرار

دع الإعتراض فما الأمر لك

الشيخ عفيف الدين بن بقال (ت666هـ)( شيخ المرابطين ) كان صالحاً ورعاً زاهداً حكى عن نفسه قال : كنت بمصر فبلغني ماوقع من القتل الذريع ببغداد في فتنة التتار فأنكرت في قلبي وقلت : يارب كيف هذا وفيهم الأطفال ومن لاذنب له ؟ فرأيت في المنام رجلاً وفي يده كتاب فأخذته فقرأته فإذا فيه هذه الأبيات فيها الإنكار عليّ :  دع الإعتراض فما الأمرُ لك               ولا الحكم في حركات الفلكْ ولا تسأل الله عن فعله                  فمن خاض لجة بحرٍ هلكْ إليه تصيرُ أمورُ العباد                  دع الإعتراضَ فما أجهلكْ

سليمان بن عبدالملك يسأل موسى بن نصير

قال سليمان بن عبدالملك (ت99هـ) يوماً لموسى بن نصير : ماكنت تفزع إليه عند الحرب ؟ قال : الدعاء والصبر ، قال سليمان : فأي الخيل رأيت أصبر ؟ قال : الشُقر ، قال سليمان : أي الأمم أشد ؟ قال : هم أكثر من أن أصف ، فقال سليمان : فأخبرني عن الروم ، قال : اسود في حصونهم عقبان على خيولهم ، نساء في مراكبهم ، إن رأوا فرصة انتهزوها ، وإن رأوا هزيمة فأوعال تذهب في الجبال ، لا يرون الهزيمة عارا ، فقال سليمان : والبربر ؟ قال : هم أشبه العجم بالعرب لقاء ونجدة وصبراً وفروسية ، غير أنهم يغدرون ، فقال سليمان : فأهل الأندلس ؟ قال : ملوك مترفون وفرسان لا يجبنون ، فقال سليمان : فالفرنج ؟ قال : هناك العدد والجلد والشدة والبأس ، فقال سليمان : فكيف الحرب بينك وبينهم ؟ قال : أما وهذا فوالله ما هزمت لي راية ولا بدد لي جمع ، ولا نكب المسلمون معي منذ اقتحمت الأربعين إلى أن بلغت الثمانين ....       سير أعلام النبلاء المجلد 4 لذهبي (ت748هـ)

أبوكبير الهذلي وتأبط شراً

تزوج أبو كبير الهذلي أم تأبط شراً "وكان تأبط غلاماً صغيراً" فتنكر له ، وعرف أبو كبير ذلك في وجهه ، إلى أن ترعرع الغلام ، فقال أبو كبير لزوجته : ويحك ، قد رابني والله أمر هذا الغلام ، ولا آمنه . قالت : فاحتل عليه حتى تقتله ؟! فقال له أبو كبير ذات يوم : هل لك أن تغزو ؟؟ فقال تأبط شراً : ذاك من أمري . قال : فامض بنا، فخرجا غازيين لازاد معهما ، فسارا ليلتهما ويومها مامن الغد حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع . فلما أمسى قصد به أبو كبير قوماً كانوا له أعداء ، فلما رأيا نارهم من بعيد قال له أبو كبير: ويحك قد جعنا !فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست لنا منها شيئا فمضى تأبط شراً ، فوجد على النار رجلين من ألصِّ من يكون من العرب" وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه "فلما رأياه قد غشى نارهما وثبا عليه ، فرمى أحدهما وكر على الآخر فرماه ، فقتلهما ، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز منها ، فجاء به إلى أبو كبير فقال له : كل ، لا أشبع الله بطنك ، ولم يأكل هوَ، فقال : ويحك ! أخبرني عن قصتك فأخبره ، فازداد خوفاً منه .. ، ثم مضيا ليلتهما فأصابا إبلاً ، وكان يقول له أبو كبير : اختر أي نصفي ا...

الإسلام قوة الغد العالمية

يقول أحد المستشرقين الألمان وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم الأخيرة يقول : (( طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله والرضا بقضائه وقدره والخضوع بكل مايملك للواحد القهار ، وكان لهذه الطاعة أثران مختلفان : ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب إذ حققت نصراً متواصلاً لأنها دفعت في الجندي روح الفداء ، وفي العصور الأخيرة كانت سبباً في الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي فقذف به إلى الإنحدار وعزله وطواه عن تيارات الأحداث العالمية )) الإسلام قوة الغد العالمية لباول شمتز

التوبة

قال شيخ الاسلام ابن تيمية (ت728هـ) : (( إن الإنسان قد يستحضر ذنوباً فيتوب منها ، وقد يتوب توبة مطلقة لا يستحضر معها ذنوبه ، لكن إذا كانت نيته التوبة العامة فهي تتناول كل مايراه ذنباً ، لأن التوبة العامة تتضمن عزماً عاماً بفعل المأمور وترك المحظور ، وكذلك تتضمن ندماً عاماً على كل محظور . من تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها وإن لم يستحضر أعيان الذنوب ، إلا أن يعارض هذا العام معارض يوجب التخصيص ، قبل أن يكون بعض الذنوب لو استحضره لم يتب منه لقوة إرادته إياه ، أو لاعتقاده أنه حسن ليس بقبيح ، فما كان لو استحضره لم يتب منه لم يدخل في توبة )) مكارم الأخلاق لابن تيمية

فقلبي عن كل الورى فارغٌ بكرُ

تعلقتها بِكراً وعُلقتُ حبها                    فقلبي عن كل الورى فارغٌ بكرُ إذا احتجبت لم يكفك البدر ضوءها               وتكفيك ضوءَ البدر إن حُجِب البدر ومالصبر عنها إن صبرتَ وجدته            جميلاً ، وهل في مثلها يَحسُن الصبرُ ولو أن جلد الذر لامس جلدها                     لكان لِمَسِّ الذرّ في جلدها أثرُ

مدينة القيروان

قرر عقبة بن نافع (ت63هـ) بناء مدينة تكون قاعدة للمسلمين ، فاختار لها الموقع المناسب لها مدينة القيروان ، وقد ورد في تاريخ ابن الأثير (( أن عسكره قالوا له : أنك أمرتنا بالبناء في شعابٍ وغياض لا ترام ، ونحن نخاف من السباع ، والحيات ، ودواب الأرض ، وكان في عسكره خمسة عشر صحابياً ، وآلاف التابعين ، فدعا الله ، وأصحابه يؤمنون على دعائه ، ونادى : أيتها الحيات ، والسباع ، والوحوش ، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إرحلوا عنا ، فإنّا نازلون ، ومن وجدنا بعد ذلك قتلناه )) ، فرأى الناس بعد ذلك إلى أمرٍ عجبٍ ، رأوا السباع ، والوحوش تحمل أولادهم ، وتخرج بالآلآف حتى هبطت بطن الوالدي ، وكان ذلك سبباً لاسلام كثيرٍ من البربر . الكامل في التاريخ لابن الأثير

وما العاشق المسكين فينا بسارق

قال المبرد : جلس خالد بن عبد الله القسري (ت126هـ) ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرقه ، فسأله عما حكي عنه، فأقر بالتهمة، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن من وجهها، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها : أخالد قد أنطيت والله غشوة           وما العاشق المسكين فينا بسارق أقر بما لم يأته المرء أنه رأى             القطع خيرا من فضيحة عاشـق ولولا الذي قد خفت من قطع كفه            لألفيت في أمر الهوى غير ناطق إذا بدت الرايات للسبق في العلى                فأنت ابن عبد الله أول سابق فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قولها ،  فأحضر أولياء الجارية فقال لهم : تزوجوا يزيد فتاتكم ، فقالوا: أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا ، فقال خالد : لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين ، فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده . الكامل للمبرد

ياليتني كنتُ غسالاً

لما احتضر عبدالملك بن مروان  (ت86هـ) أمر بفتح الأبواب من قصره ، فلما فتحت سمع قصاراً (غسالاً) بالوادي يغني ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قصار ، فقال : يا ليتني كنت قصاراً أعيش من عمل يدي . فلما بلغ ذلك سعيد بن المسيب قال : الحمد لله الذي جعلهم عند موتهم يفرون إلينا ولا نفر إليهم .         الدولة الأموية عوامل النهوض وتداعيات الانهيار المجلد 2 لصلابي

وقف بي الهوى حيث انتِ

أبو الشيص  وقفَ الهوى بي حيثُ أنتِ فليس لي                               متأخر عنه ولا متقدمُ أجد المَلامَةَ في هواكِ لذيذة                          حباً لذكرك فليَلُمنِي اللُّوّم وأهنتِنِي فأهنتُ نفسي صاغراً                       مامن يهون عليك ممن يُكرَمُ أشبهت أعدائي فصرتُ أُحبُّهم                 إذا كان حظِّي منك حظي منهم

ماذا لقيت من الهوى ولقينا

إن الذين غدوا بلبك غادروا                وشلاً بعينك ما يزال معيناً  غيض من عبراتهن وقلن لي              ماذا لقيت من الهوى ولقينا

وترعى عين غيرك في ديارك

وسمع المستضيء بالله (ت568هـ) يوماً ابن الجوزي (ت597هـ) ينشد : ستنقلك المنايا عن ديارك             ويبدلك الرّدى داراً بدارك وتترك ما عنيت به زماناً          وتنقل من غناك إلى افتقارك فدود القبر في عينيك يرعى          وترعى عين غيرك في ديارك فجعل أمير المؤمنين يمضي في قصره ، ويقول : أي والله وترعى عين غيرك في ديارك ، وأخذ يكررها ويبكي حتى الليل . تهذيب سير اعلام النبلاء 3

وماكان ربك ليهلك القرى

((وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )) قال الامام الرازي في تفسيره : إن المراد من الظلم في هذه الآية الشرك . والمعنى أن الله تعالى لا يهلك أهل القرى بمجرد كونهم مشركين ، إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم يعامل بعضهم بعضاً على الصلاح وعدم الفساد )) تفسير الرازي ج 18

الحب فيه حلاوة ومرارةٌ

الكميت والحب فيه حلاوة ومرارةٌ                سائل بذلِك من تَطعَم أو ذُقِ ما ذاق بُؤسَ مَعيشةٍ ونعيمها             فيما مضى أحَدٌ إذا لم يَعشَقِ

علامات الحب

لــــي في محبتكم شهــــــود اربع                   وشهـــود كل قضية اثنــــــــــان خفقان قلبي واضطــراب جوانحي                  ونحول جسمي وانعقاد لســاني

لا يجوز بيعهم السلاح

في سنة 638هـ تحالف الصالح اسماعيل مع الفرنجة ، وسلمهم بعض حصون المسلمين ، وسمح لهم بشراء الأسلحة من دمشق ، وسبب ذلك خوفه من ابن أخيه نجم الدين حاكم مصر ، فعارضه العز بن عبد السلام (ت660هـ) بشدة في ذلك الموقف ، وأفتى الناس قائلاً : يحرم عليكم مبايعة الفرنجة ، لأنكم تتحققون أنهم يشترونه ، ليقاتلوا به أخوانكم المسلمين .  فأمر الصالح بعزله واعتقاله ، وبعد مدة أرسل إليه الصالح من يغريه ويصالحه ، فقال الرسول للعز : بينك وبين أن تعود إلى مناصبك وزيادة ، أن تنكسر للسلطان ، وتقبّل يده فقط ، فقال له العز ساخراً : والله يامسكين ، ما أرضاه أن يقبل يدي ، فضلاً عن أن  أقبّل يده ، أنتم في وادٍ وأنا في واد ، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به ، فأمر الملك باستمرار حبسه ، وكان العز شاغلاً وقته بالصلاة والذكر والقرآن ، وكان الملك يسمعه ، فقال الملك يوماً للفرنج : تسمعون هذا الشيخ الذي يقرأ القرآن ، إنه أكبر مقوسس للمسلمين ، وقد حبسته لانكاره علي ، تسليمي لكم حصون المسلمين . فقالت له ملوك الفرنج : لو كان هذا قسيسنا لغسلنا رجليه ، وشربنا مرقتها . الطبقات الكبرى للسبكي 8

ارتحلوا عن بلدي

لما هرب أحد أمراء بني أميه إلى أرض النوبة ، بعد سقوط دولتهم ، سمع به ملك النوبة فجاءه وقعد على الأرض ، ولم يقعد على فراشه ، فقال الأموي : ألا تقعد على فراشنا ؟ فقال النوبي : لا ، قال الأموي : ولماذا ؟ قال النوبي : لأني ملك ، وحق على كل ملك أن يتواضع لأمر الله إذا رفعه ، ثم قال النوبي : ولم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم ، ولم تطؤون الزرع بدوابكم والفساد محرم عليكم ؟ ولم تستعملون الذهب والفضة ، وتلبسون الحرير والديباج وهو محرم عليكم ، فقال الأموي : انتصرنا بقوم من الأعاجم حين قل أنصارنا ، ولنا عبيد وأتباع فعملوا ذلك على كره منا ، فأطرق النوبي ملياً ثم قال : ليس كما ذكرت بل أنتم قوم استحللتم ماحرم الله عليكم ، وظلمتم فيما ملكتم فسلبكم العز بذنوبكم ، ولله فيكم نقمة لم تبلغ غايتها وأخاف أن يصيبكم العذاب وأنتم ببلدي فيصيبني معكم ، فتزودوا ما احتجتم إليه وارتحلوا عن بلدي . الشهب الامعة

عمر بن الخطاب يسأل عمرو بن معدي كرب

دخل عمرو بن معد يكرب الزبيدي (ت21هـ) على عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت23هـ) فقال عمر : أخبرني عن أجبن من لقيت وأحيل من لقيت وأشجع من لقيت قال عمرو : نعم يا أمير المؤمنين خرجت مرة أريد الغارة ، فبينما أنا سائر إذا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا رجل جالس كأعظم ما يكون من الرجال خلقاً ، وهو محتبٍ بحمائل سيفه ، فقلت له : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ قلت : أنا عمرو بن معد يكرب ، فشهق شهقة فمات . فهذا يا أمير المؤمنين أجبن من رأيت وخرجت مرة حتى انتهيت إلى حي فإذا أنا بفرس مشدود ورمح مركوز ، وإذا صاحبه في وهدة يقضي حاجته ، فقلت : خذ حذرك فإني قاتلك . فقال : ومن أنت ؟ فأعلمته بي فقال : يا أبا ثور ما أنصفتني أنت على ظهر فرسك وأنا على الأرض، فأعطني عهداً أنك لا تقتلني حتى أركب فرسي ، فأعطيته عهداً فخرج من الموضع الذي كان فيه واحتبى بحمائل سيفه ، وجلس فقلت : ما هذا ؟ فقال : ما أنا براكب فرسي ولا بمقاتلك فإن نكثت عهدك فأنت أعلم بناكث العهد . فتركته ومضيت . فهذا يا أمير المؤمنين أحيل من رأيت . وخرجت مرة حتى انتهيت إلى موضع كنت أقطع فيه الطريق فلم أر أحداً فأجريت فرسي يميناً وشمالاً وإذا أنا ...

إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع

قال ابن شوذب : قسم أمير البصرة على قرائها ، فبعث إلى مالك بن دينار (ت127هـ) فأخذ ، فقال له محمد بن واسع (ت123هـ) : قبلت جوائزهم ؟ قال مالك : سل جلسائي ، قالوا : يا أبا بكر اشترى بها رقيقاً فأعتقهم . قال محمد : أنشدك الله ، أقلبُك الساعة على ما كان عليه ؟ قال : اللهم لا ، إنما مالك حمار ، إنما يعبد الله مثلُ محمد بن واسع  سير أعلام النبلاء لذهبي الجزء 6

جرير والفرزدق والأخطل والاعرابي

قيل : دخل رجل من بنى عذرة على عبد الملك بن مروان (ت86هـ) يمتدحه بقصيدة وعنده الشعراء الثلاثة : جرير(ت110هـ) والفرزدق (ت110هـ)والاخطل (ت92هـ) فلم يعرفهم الأعرابي فقال عبد الملك للأعرابي : هل تعرف اهجي بيت قالته العرب في الإسلام ؟  قال : نعم قول جرير :  فغض الطرف انك من نمير                   فلا كعبا بلغت ولا كلابا  فقال : أحسنت ، فهل تعرف امدح بيت قيل في الإسلام ؟  قال : نعم قول جرير فيك :  ألستم خير من ركب المطايا                   وأندى العالمين بطون راح  فقال : أصبت وأحسنت ، فهل تعرف ارق بيت قيل في الإسلام ؟ قال : نعم قول جرير :  إن العيون التي في طرفها حورٌ                     قتلننا ثم لم يحيين قتلانا  يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به               وهن اضعف خلق الله إنسانا  فقال عبدالملك : احسنت فهل تعرف جرير ؟  قال : لا والله ، وإني إلى رؤيته لمشتاق  قال : فه...

أبو وداعة وابن المسيب

عن أبي وداعة قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب (ت94هـ) ففقدني أياماً ، فلما جئته قال : أين كنت ؟! قال : توفيت زوجتي فاشتغلت بها .  فقال : ألا أخبرتنا فشهدناها ؟ قال : ثم أردت أن أقوم ، فقال : هل استحدثت امرأة ؟؟  فقلت : يرحمك الله ، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثة ؟؟! فقال : أنا . فقلت : أوتفعل ؟  قال : نعم . ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وزوجني على درهمين ـ أو قال : ثلاثة ـ قال : فقمت وما أدري ما أصنع من الفرح ، فصرت إلى منزلي وجعلت أتفكر ممن آخذ وممن استدين ، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي ، واسترحت ، وكنت وحدي صائماً فقدمت عشائي أفطر كان خبزاً وزيتاً ، فإذا بآت يقرع ،  فقلت : من هذا ؟ قال : سعيد . قال : ففكرت في كل انسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيب فإنه لم ير أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد ، فقمت فخرجت فإذا سعيد بن المسيب ، فظنت أنه قد غير رأيه ، فقلت : يا أبا محمد ، ألا أرسلت إلي فآتيك ؟! قال : لأنت أحق أن تؤتى .  قال : قلت : فما تأمر ؟ قال : إنك كنت رجلاً عزباً فتزوجت فكرهت أن تبيت الليلة وحدك وهذه امرأتك . فإذا هي قائمة من خلفه...

وصف ملكة جمال

أراد الحارث بن عمرو (ت528م) ملك كندة أن يخطب ابنة عوف بن ملحم فأرسل عجوز تراها ثم تأتي بوصفها له فقالت :  ((رأيت جبهة كالمرآة المصقولة ، يزينها شعر  حالك كأذناب الخيل ، إن ارسلته خلته سلاسل ، وإن مشطته قلت : عناقيد جلاها الوابل ، وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بُحمم ، تقوسا مثل عين الضبية العبهره ، بينهما أنفٌ كحد السيف  الصنيع ، حُفت به وجنتان كالأرجوان في بياض كالجمان .  شق فيه فم كالخاتم ، لذيذ المبتسم ، فيه ثنايا غر ذات أشر.  تَقَلبَ  فيه لسان بفصاحة وبيان ، بعقلٍ وافر وجواب حاضر ، تلتقي فيه شفتان حمراوان تجلبان ريقاً كالشهد إذا دلك ، في رقبة بيضاء كالفضه ركبت في صدر كصدر تمثال دميه ، وعضدان مدمجان يتصل بهما ذراعان ليس فيهماعظم يمس ، ولا عرق يحس ، نتأ في ذلك الصدر ثديان  كالرمانتان يخرقان عليهما ثيابها ، تحت ذلك بطنٌ طوي طي القباطي المدمجه  خلف ذلك ظهر كالجدول ، ينتهي بخصر لولا رحمه الله لأنبتر ،؟!؟! لها كفل يقعدها اذا نهضت وينهضها إذا قعدت ، تحمله فخذان لفا كأنهما قلبا على نضد جمان ، تحتها ساقان خذلتان كالبردتين يحمل ذلك قدمان كحدو اللسان .فت...

من أسباب تخلف المسلمين

من أسباب تخلف المسلمين : العناية بالجانب الفردي الشخصي ، وإهمال الجوانب الإجتماعية فنجد أن المسلمين قد عنوا بالآداب الفردية والمتعلقة بذات الإنسان أكثر من عنايتهم بالآداب الإجتماعية المتعلقة بالآخرين ، فقد يكون المسلم في ذاته نظيفاً ولكنه لا يبالي أن يلقي القمامة في طريق المسلمين ، ناسياً أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان كما ورد في الحديث ، وقد يكون المسلم مراعياً لأحكام الطهارة وشروط النظافة في نفسه ، ولكنه لا يبالي أن يلوث للناس طرقهم وأماكن جلوسهم وأن يخل بالآداب الإجتماعية التي أمر الإسلام بها  المجتمع الإسلامي المعاصر لمحمد المبارك

متفرقات

كان مصعب بن الزبير من أحسن الناس وجهاً ، وكان مرة جالساً بفناء داره بالبصرة ، إذ جاءت امرأة فوقفت تنظر إليه ، فقال لها : ماوقفك يرحمكِ الله ؟ فقالت : طفئ مصباحنا ، فجئنا نقتبس من وجهك مصباحاً . وقيل لأعرابية ظريفة : ما بال شفيتك مشققه ؟ فقالت : إن التين إذا حلا تشقق ، والورد يتشقق إذا مسه الندى ، قال الشاعر : ولو أنها في عهدِ يوسف قطعت                    قلوب رجال ، لا أكفَّ نساءِ

المدينين في دولة عمر بن عبدالعزيز

كتب عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) إلى ولاته : أن اقضوا عن المديّنين ديونهم ، فكتبُ له : إنا نجد الرجل له المسكن ، والخادم ، والفرس ، وله الأثاث في بيته ، فكتب عمر : لا بد للرجل من المسلمين من مسكن يأوي رأسه ، وخادم يكفيه مهنته ، وفرس يجاهد عليه عدوه ، وأثاث في بيته ، ومع ذلك فهو غارم ، فاقضوا عنه ماعليه من الدين . سيرة عمر بن عبدالعزيز لابن عبدالحكم

ابوتمام والمعتصم

إمتدح أبوتمام المعتصم (ت227هـ) بقصيدة سينية وحين قال هذا البيت : إقدام عمروٍ في سماحة حاتمٍ             في حلم أحنف في ذكاء إياسِ قاطعه الفيلسوف الكندي قائلاً : إنَّ الأمير فوق ما وصفت ولم تزد أن شبهته بأجلاف من العرب ! فأطرق أبوتمام قليلاً ثم قال : لا تنكروا ضربي له من دونه            مثلاً شروداً في الندى والباسِ فالله قد ضرب الأقل لنوره                مثلاً من المشكاةِ والنبراسِ وكان من الحاضرين الفيلسوف الكندي فتناول الصحيفة التي كتب أبوتمام فيها قصيدته فلم يجد البيتين فقال متفرساً : إن هذا الرجل سيأكل الذكاء دماغه و لن يعيش طويلاً .. وصدقت فراسة الكندي فقد مات أبو تمام بعدها بخمس واربعين ليلة .

هرقل يسأل لماذا هزمنا؟!؟!

يقول هرقل لجنوده لما هُزموا : ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم أليسوا بشراً مثلكم ، قالوا : بلى ، قال : فأنتم أكثر أم هم ؟ قالوا : بل نحن أكثر في كل المواطن ، قال : فما بالكم تنهزمون ؟ فقال شيخ من عظمائهم : من أجل أنهم يقومون الليل ، ويصومون النهار ، ويوفون بالعهد ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر ، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام ، وننقض العهد ، ونأمر بالسخط ، ونفسد في الأرض ، فقال هرقل : أنت صدقتني .

فله من الحسنات الكثير الماحية

كان نور الدين محمود زنكي (ت569هـ) يجمع الفقهاء عنده والمشايخ ويكرمهم ويعظمهم وكان يحب الصالحين . وقد نال بعض الأمراء مرة عنده من بعض الفقهاء ، فقال له نور الدين : « ويحك! إنْ كان ما تقول حقًّا فله من الحسنات الكثيرة الماحية لذلك ما ليس عندك مما يكفر عنه سيئات ما ذكرت إن كنت صادقًا على أني والله لا أصدقك ، وإن عدت ذكرته أو أحدًا غيره عندي بسوء لأوذينك » .

المأمون ينظر لكرم البرامكة

مِنْ كَرم البَرامِكَة ! قال خادم أمير المؤمنين المأمون(ت218هـ) :  طلبني أمير المؤمنين ليلة، وقد مضى من الليل ثلثه فقال لي : خذ معك فلاناً وفلاناً وسماهما لي؛ أحدهما علي بن محمد، والآخر دينار الخادم، واذهب مسرعاً لما أقوله لك، فإنه قد بلغني أن شيخاً يحضر ليلاً إلى دور البرامكة، وينشد شعراً ويذكرهم ذكراً كثيراً ويندبهم ويبكي عليهم، ثم ينصرف، فامض الآن أنت وعلي ودينار حتى تروا هذه الخرابات، فاستتروا خلف بعض الجدران، فإذا رأيتم الشيخ قد جاء وبكى وندب وأنشد شيئاً، فائتوني به. قال: فأخذتهما ومضينا حتى أتينا الخرابات، وإذا نحن بغلام قد أتى ومعه بساط وكرسي حديد، وإذا شيخ وسيم له جمال وعليه مهابة ووقار قد أقبل، فجلس على الكرسي وجعل يبكي وينتحب ويقول : ولما رأيت السيف جندل جعفراً           ونادى مناد للخليفة في يحيى بكيت على الدنيا وزاد تأسفي          عليهم وقلت الأن لا تنفع الدنيا مع أبيات أطالها ورددها، فلما فرغ قبضنا عليه، وقلنا له: أجب أمير المؤمنين، ففزع فزعاً شديداً، وقال: دعوني حتى أوصي وصية، فإني لا أوقن بعدها بحياة. ثم تقدم إلى بعض ا...

ابن ابي عتيق وابن ابي ربيعة

من طريف أخبار ابن أبي عتيق أنه سمع وهو بالمدينة قول ابن أبي ربيعة : فما نلت منها محرم غير أننا         كِلانا من الثوب المُطرفِ لا بسُ فقال ابن ابي عتيق : أبنا يلعب ابن ابي ربيعة ، فأي محرمٌ بقي ؟ فركب بغلته متوجهاً إلى مكة ، فلما دخل أنصاب الحرم ، قيل له : ألا تحرم ؟ قال : إن ذا الحاجة لا يحرم ، فلقي ابن الربيعة فقال له : أما زعمت أنك لم تركب حراماً قط . فقال ابن ابي ربيعة : نعم . فقال له : فما قولك : كلانا من الثوب المطرف لابس . فقال ابن ابي ربيعة : إذاً أخبرك ، خرجت بعلة المسجد ، فصرنا إلى بعض الشعاب ، فأخذت السماء ، فأمرت بمطرفي ، فسترنا الغلمان به ، لئلا يروا بها بلة ، فيقولوا هلا استترتِ بسقائف المسجد ؟ فقال له ابن أبي عتيق : يا عاهر ، هذا البيت يحتاج لحاضنه .

الاسلام والحضارة الغربية

وقد انتفع الرسول صلى الله عليه وسلم بدلالة - أبي الأريقط الدؤلي - له في سفر الهجرة على الطريق مع أنه كافر ، فاتضح من هذا الدليل أن الموقف الطبيعي للإسلام والمسلمين من الحضارة الغربية هو أن يجتهدوا في تحصيل ما أنتجته من النواحي المادية ويحذروا مما جنته من التمرد على خالق الكون جل وعلا عقدياً وخلقياً ، فتصلح لهم الدنيا والآخرة . والمؤسف أن أغلبهم يعكسون القضية فيأخذون منها الإنحطاط الخلقي ، والانسلاخ من الدين والتباعد من طاعة خالق الكون ، ولا يحصلون على نتيجة مما فيها من النفع المادي ، فخسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين . التقليد والتبعية لناصر العقل

النوار بنت مالك الحضرمية

النوار بنت مالك الحضرمية هي زوجة خولي بن يزيد الذي بعثه عمر بن سعد برأس الحسين بن علي بن ابي طالب إلى عبيد الله بن زياد ، فلما بلغ خولي الكوفة قصد القصر ، فوجد بابه مغلقاً ، فتوجه بالرأس الشريف إلى بيته ، فوضعه تحت إنا غسيل الثياب ، ثم دخل على زوجته وآوى إلى فراشه فقالت له زوجته : ما الخبر عندك ؟ قال : جئتك بغنى الدهر ، هذا رأس الحسين معك في الدار ، فقالت : ويلك جاء الناس بالذهب والفضة ، وجئت برأس ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا والله لا يجتمع رأسي برأسك في بيت واحد الدولة الاموية لصلابي

المال والرجال

كان عبد الله بن يزيد أبو خالد من عقلاء الرجال ، قال له عبد الملك بن مروان (ت86هـ) : ما مالك ؟  قال عبد الله : شيئان لا عيلةَ علي معهما : الرضا من الله ، والغنى عن الناس . فلما نهض من بين يديه قيل له : هلا أخبرته عن مقدار مالك !  فقال : لم يَعدُ أن يكون قليلاً فيحقرني ، أو كثيراً فيحسدني . وقال علي بن أبي طالب (ت40هـ) : من سره الغنى بلا مال ، والعز بلا سلطان ، والكثرة بلا عشيرة ، فليخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة ، فإنه واجد ذلك كله .

الطوسي وهارون الرشيد

سخط هارون الرشيد (ت193هـ) على حميد الطوسي فدعا بالسيف والنطع ، فبكى حميد ، فقال هارن : ما يبكيك ؟ قال : والله ما أفزع من الموت فإنه لا بُد واقع ، وإنما بكيت أسفاً على خروجي من الدنيا وأمير المؤمنين ساخط عليّ ، فضحك هارون وعفا عنه .

هذي الأمانة

لما ولي عياض بن غنم ( ت20هـ) قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته فلقيهم بالبشر وأنزلهم ، وأكرمهم ، فأقاموا أياماً ثم كلّموه في الصلة وأخبروه بما لقوه من المشقة رجاء صلته ، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها وتسخطوا ونالوا منه ، فقال عياض : أي بني عمّ والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعد شقتكم ، ولكن والله ما حصلتُ إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وببيع ما لا غنى بي عنه فاعذروني . قالوا : والله ما عذرك الله ، فإنك والي نصف الشام ، وتعطي الرجل منّا ما جهده أن يبلغه إلى أهله ؟ قال عياض : فتأمروني أسرق مال الله ؟ فوالله لأن أُشقُّ بالمنشار أحبَّ إليّ من أن أخون فلساً أو أن أتعدى ، فمضوا لائمين له . صفة الصفوة لابن الجوزي الجزء 1

انصرنا على اعداءنا

حين يدعو أئمة المساجد اليوم للمسلمين بالنصر على الأعداء ، فإن اكثر ما يخطر في بال المصلين هو النصر العسكري ، وأعتقد أن فئة قليلة من شباب المسلمين يفهمون من النصر على الأعداء النصر التربوي أو الأخلاقي أو الإقتصادي أو التقني .... وهذا لأن الناس مازالوا مشدودين إلى معارك وانتصارات الماضي ، ومع التسليم بأنه يظل للقوة المسلحة دورٌ ما لكنه دور وقائي أكثر من أن يكون عملياً ، وهذا الدور لا يزيد في نظري اتساعاً ، وانما يمضي في اتجاه الانحسار الصحوة الاسلامية لعبدالكريم بكار

الحجاج والأعرابي

أخذ الحجاج بن يوسف (ت95هـ) لصاً أعرابياً ، فضربه سبعمئة سوط ، فكلما قرعه بسوط ، قال الأعرابي : اللهم شكراً ! فأتاه ابن عمه فقال له : والله مادعا الحجاج إلى التمادي في ضربك إلا كثرةُ شكرك ، لأن الله تعالى يقول (( ولئن شكرتم لأزيدنكم )) فقال الاعرابي : أهذا هو في كتاب الله ؟ فقال : نعم ، فأنشأ الأعرابي يقول : يارب لا شكرَ فلا تزدني        أسرفتُ في شُكرك فاعفُ عني   باعِد ثواب الشاكرين منِّي فبلغ قوله الحجاج ، فخلى سبيله . عيون الأخبار الجزء 2 لابن قتيبه

الحسن والفرزدق

التقى الحسن البصري (ت110هـ) والفرزدق (ت110هـ) في جنازة ، فقال الفرزدق للحسن : أتدري مايقول الناس يا أباسعيد ؟ قال : وما يقولون ؟ قال : يقولون : اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس . فقال الحسن : كلا لستُ بخيرهم ولستَ  بشرهم ، ولكن ما أعددت لهذا اليوم ؟ فقال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ ستون سنة وخمس نجائب في اليوم والليلة ."الصلوات الخمس". الكامل في اللغة والأدب للمبرد

الكوراني والفاتح

وتحدثنا كتب التاريخ أن السلطان محمد الفاتح (ت٨٨٦هـ) بعث مع أحد خدامه بمرسوم إلى الشيخ الكوراني - وكان حين ذلك يتولى القضاء - فوجد فيه أمراً يخالف الشرع فمزقه وطرد الخادم . وشق ذلك على السلطان وغضب من فعل الشيخ وعزله من منصبه ، ووقع بينهما نفور وجفوة ورحل الكوراني إلى مصر حيث استقبله سلطانها قيتباي وأكرمه غاية الإكرام ، وما لبث أن ندم الفاتح على ماكان فكتب إلى السلطان قيتباي أن أرسل إليّ الكوراني ، فحكى قيتباي للكوراني الكتاب ، ثم قال له : لا تذهب إليه فإني أكرمك فوق مايكرمك هو . قال الكوراني : نعم ، هو كذلك إلا أن بيني وبينه محبة عظيمة كما بين الوالد والولد . وهذا الذي جرى بيننا هو شي آخر ، فإذا لم أذهب إليه يفهم أن المنع من جانبك فتقع بينكما عداوة . محمد الفاتح لسالم الرشيدي

هيبة عالم

دخل عطاء بن ابي رباح (ت114هـ) على عبدالملك بن مروان هو جالس على السرير وحوله الأشراف ، وذلك بمكه في وقت حجه في خلافته ، فلما ابصره عبدالملك قام إليه وسلم عليه وأجلسه معه في السرير ، وقال : يا أبا محمد حاجتك ؟ قال يا أمير المؤمنين اتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في اهل الثغور فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين فإنك وحدك المسؤول عنهم ، واتق فيمن عند بابك فلا تغفل عنهم ولا تغلق باباً دونهم ، فقال عبدالملك : افعل ، ثم نهض عطاء ، فقال عبدالملك : يا أبا محمد إنما سألتنا حوائج غيرك ، وقد قضيناها فما حاجتك ؟ فقال عطاء : مالي إلى مخلوق حاجه ، ثم خرج ! فقال عبدالملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد     سير أعلام النبلاء المجلد الرابع للإمام الذهبي (ت748هـ)   كان عطاء ((أسود أعرج أفطس أعور ثم أعمى ))

نهاني الحياء والكرم

نزل رجل على صديق له مستتراً خائفاً من عدو له ، فأنزله في منزله وتركه فيه ، وسافر لبعض حوائجه ، وقال لأمرأته : أوصيك بضيفي خيراً ، فلما عاد بعد شهر قال لها كيف ضيفنا ؟ قالت : ما أشغله بالعمى عن كل شيء ، وكان الضيف قد أطبق عينيه ، فلم ينظر إلى  امرأة صاحبه ولا إلى خدمها ولا إلى منزله حتى عاد صاحبه .   قال المبرد :   ما إن دعاني الهوى لِفاحشةٍ                 إلا نهاني الحياءُ والكرمُ فلا إلى فاحشِ مددت يدي                 ولا مشت بي لزلة ٍالقدمُ

رحمة فقيه

يَحكون أن فقيهاً كان يمشي في أحد الطرقات ، وإذا بلص يمد يده ، ويخطف العمامه التي كانت على رأسه ، ثم يطلق ساقيه لريح ، غما كان من الفقيه إلا أن أخذ يجري خلف اللص ، وهو يقول : وهبتك ، قل قبلت ، وهبتك قل قبلت ...... قد شعر الفقيه بأن من المؤكد أن الحاجة المُلحة هي التي دفعت ذلك الرجل إلى أن يرتكب جناية من أجل الحصول على أي شي ، فرقّ قلبه له ، وأحب أن يعلمه أنه في حل ، حتى يشعر براحة الضمير وهدوء الخاطر .

حاضرة الإسلام في الأندلس

يؤكد المؤرخ الأوربي لين بول فيقول (( تظهر المقابلة جليةً غربيةً بين حاضرةِ الأندلس وغيرها من المدن ، إذا ذكرنا أنّ أوربة كلها في هذا العهد كانت غارقة في حمأةٍ من الجهلِ ، وخشونةٍ من الأخلاق . ويصرخ كذلك قائلاً : قرطبة العظيمة التي كانت أعجوبةَ العصور الوسطى ، والتي حملت وحدَها في الغرب شعلةَ الثقافةِ والمدنيةِ مؤتلقةً وهاجةً ، وقت أن كانت أوربة غارقةً في الجهالة ، فريسةً لشقاق والحروب .)) العرب في إسبانية خالد الصوفي

ندامة الكسعي

يقول الفرزدق (ت110هـ): ندمةُ ندامةَ الكسعي لما            غدة مني مطلقةٌ نوار والكسعي هذا وقع مرة في يده عودٌ ممايصنع به السهام لم يُرى مثله ، وأيقن أنه إن صنع منه قوساً لم يكن مثلها ، فصنع منه قوساً وخمسة سهام ، وخرج ليصيد ليجرب قوسه ، فلما غشي الليل وكانت الظلمه اكثر ، رأى غزالاً فأخذ القوس وأطلق به سهماً إلى حيث يظن أنه مكان الغزال ، فرأى شرارة ، والشرارة بسبب وقع رأس السهم على شيء صلب ، فلما رأى الشرارة علم أنه اخطأ الرمي ، فأخذ السهم الثاني فإذا به مثل الاول ، فالثالث والرابع والخامس ، حينها أخذ القوس فكسرها ، فلما أصبح إذا غزال ميت والسهام الخمسة أخترقته وضربة حجراً خلفه ، فمن شدة الندم عض أصابعه حتى قطعها ، فأصبح يضرب المثل بندامته .

اتشتمني وانت خليفة!!

شتم هشام بن عبد الملك (ت125هـ) مرةً رجلاً من الأشراف ، فوبخه ذلك الرجل وقال : أما تستحي أن تشتمني وأنت خليفة الله في الأرض ؟ فاستحيا منه ، فقال هشام : اقتص مني ، فقال الرجل : إذن أنا سفيه مثلك ، قال هشام : فخذ عوضاً من المال ، قال الرجل : ما كنت لأفعل ، قال هشام : فهبها لله ، قال الرجل : هي لله ثم لك ، فنكس هشام رأسه واستحيا ثم قال : والله لا أعود إلى مثلها أبداً . الكامل في التاريخ الجزء 3

من أقوال أبو الفتح البوستي

من أقوال ابو الفتح البوستي (ت400هـ) : من أصلح فاسده أرغم حاسده . من أطاع غضبه أضاع أدبه . عادات السادات سادات العادات .  من سعادة جَدِّك وقوفك عند حدك . الفهم شعاع العقل . حد العفاف الرضا بالكفاف . المنية تضحك من الأُمنيَّة . من حسنت أطرافه حسنت أوصافه . أحصن الجُنَّة لزوم السنة . العقل جهبذ النقل . الإنصاف أحسن الأوصاف . إذا بقي ما قاتك فلا تأس على ما فاتك . يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر لثعالبي

نصائح من طبيب الحجاج

قال الحجاج بن يوسف (ت95هـ) يوماً لطبيبه : صف لي صفة آخذ بها في نفسي ولا أعدوها ؟! فقال الطبيب : (( لا تتزوج من النساء إلا شابة ، ولا تأكل من اللحم إلا فتيا ، ولا تأكله حتى تنعم طبخه ، ولا تشرب دواء إلا من علة ، ولا تأكل من فاكهة إلا نضيجها ، ولا تأكل طعام إلا أجدت مضغه ، وكل ما أحببت من الطعام وأشرب عليه ، فإذا شربت فلا تأكل ، ولا تحبس الغائط ولا البول ، وإذا أكلت بالنهار فنم ، وإذا أكلت بالليل فامش قبل أن تنام ولو مئة خطوة ))

ماذا قالوا عن محمد صلى الله عليه وسلم

يقول المفكر الفرنسي " لمارتين " : ان محمد هو النبي الخطيب الفيلسوف المشرع المحارب قاهر الاهواء ، ونظراً لكل مقاييس العظمة البشرية أود أن أتساءل ؟ هل هناك من هو أعظم من محمد . ويقول الزعيم الهندي " ألمغات ماغاندي " : بعد إنتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول محمد وجدت نفسي بحاجة لتعرف أكثر على حياته العظيمة ، إنه يملك بلا منازع قلوب ملايين البشر . ويقول الاديب الانجليزي " برنارد شو " : إن العالم أحوج مايكون إلى رجل في تفكير محمد ، وهذا الرجل لو تولى العالم اليوم لوفق في حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو لها البشر . ويقول "جورج ولز" البريطاني : إن محمد أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح . ويقول الروسي " تولستوي " : إن شريعة محمد ستسود العالم لإنسجامها مع العقل والحكمة . ويقول الامريكي صاحب كتاب قصة الحضارة " يولديورنت " : إذا ماحكمنا للعظمة بما كان  للعظيم في أثرة لناس قلنا : إن محمد هو أعظم عظماء التاريخ . *أخرج الطبراني و ابن عساكر في معجمه والبيهقي في سننه الكبرى عن أنس ،قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَل...

رحمة صلاح الدين

قال ابن شداد عن صلاح الدين (ت589هـ) : ولقد كنت راكباً في خدمته في بعض الأيام قبالة الإفرنج وقد وصل بعض الجيش ومعهم امرأة شديدة التخوف كثيرة البكاء متواترة الدق على صدرها  قال رئيس الجند لصلاح : إن هذه خرجت من عند الإفرنج فسألت الحضور بين يديك وقد أتينا بها فأمر الترجمان أن يسألها عن قصتها  فقالت : لصوص من المسلمين دخلوا البارحة إلى خيمتي وسرقوا ابنتي ، وبت البارحة أستغيث إلى بكرة النهار ، فقال لي الناس : المملوك السلطان صلاح الدين هو أرحم ونحن نخرجك إليه تطلبين ابنتك منه ، فأخرجوني إليك وما أعرف ابنتي إلا منك ، فرق لها ودمعت عينه وحركته مروءته وأمر من ذهب إلى سوق العسكر يسأل عن الصغيرة من اشتراها ويدفع له ثمنها ويحضرها ، فما مضت ساعة حتى وصل الفارس والصغيرة على كتفه فما كان إلا أن وقع نظرها عليها فخرت إلى الأرض تعفر وجهها في التراب والناس يبكون على ما نالها ، وهي ترفع طرفها إلى السماء ولا نعلم ما تقول ، فسلمت ابنتها إليها وحُملت حتى أعيدت إلى عسكرهم.))  النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ليوسف بن رافع الأسدي

مارأيت ثيابك أجلستك مكانه

دخل يوماً سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب (ت108هـ)على الخليفة سليمان بن عبد الملك ، وعلى سالم ثياب غليظة رثة ، فلم يزل سليمان يرحب به ويرفعه حتى أقعده على سريره ، وعمر بن عبد العزيز في المجلس . فقال رجل من الناس لعمر بن عبدالعزيز : ما استطاع خالك أن يلبس ثيابا فاخرة أحسن من هذه ، يدخل فيها على أمير المؤمنين ؟!  فقال عمر : وعلى المتكلم ثياب جميلة ، ولها قيمة : ما رأيت هذه الثياب التي على خالي وضعته في مكانك ، ولا رأيت ثيابك هذه رفعتك إلى مكان خالي ذاك .         سير أعلام النبلاء الجزء 4   وكان سالم بن عبدالله خال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز

برّ الفضل البرمكي

كان الفضل بن يحيى البرمكي كثير البر بأبيه، وكان أبوه يتأذى من استعمال الماء البارد في زمن الشتاء. فيحكى أنهما لما كانا في السجن لم يقدرا على تسخين الماء، فكان الفضل ياخذ الإبريق النحاس وفيه الماء فيلصقه إلى بطنه زمانا عساه تنكسر برودته بحرارة بطنه حتى يستعمله أبوه بعد ذلك للوضوء .

القوة الحقيقية

"إن القوة لم تكن عاملا في إنتشار القرآن ما ترك العرب المغلوبين أحرارا في أديانهم ،فإذا حدث أن إعتنق بعض الأقوام النصرانية الإٍٍٍسلام وإتخذوا العربية لغة لهم فذلك لما رأوه من عدل العرب الغالبين مما لم يروا مثله من سادتهم السابقين ، ولما كان عليه الاسلام من السهولة التي لم يعرفوها من قبل " " ولم ينتشر القرآن إذا بالسيف ، بل إنتشر بالدعوة وحدها ، وبالدعوة وحدها إعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول" "أدرك الخلفاء السابقون الذين كان عندهم من العبقرية السياسية ما ندر وجوده في دعاة الديانات الجديدة أن النظم والأديان ليست مما يفرض قسرا فعاملوا أهل كل قطر استولوا عليه بلطف عظيم تاركين لهم قوانينهم و نظمهم و معتقداتهم ،غير فارضين عليهم سوى جزية زهيدة في الغالب ،إذا ما قيست بما كانوا يدفعونه سابقا ،في مقابل حفظ الأمن بينهم ، فالحق ان الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل المسلمين ولا دينا سمحا مثل دينهم" حضارة العرب لغوستاف لوبون

اجعلتم سقاية الحاج

تفاخر العباس بن عبد المطلب (ت32هـ) وطلحة بن شيبة (ت42هـ) وعلي بن أبي طالب (ت40هـ) ، فقال العباس : أنا صاحب السقاية والقائم عليها ، وقال طلحة : أنا خادم البيت ومعي مفتاحه ، فقال علي : ما أدري ماتقولنا ولكن أنا صليت لهذه القبلة قبلكما ، فنزلت (( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخرِ ....))

مانحن ايها الحكام إلا خدم لشريعة

رأى نور الدين محمود زنكي (ت596هـ) رجلاً يحدث آخر ويومئ إليه فبعث الحاجب إليه يسأله ما شأنه ؟ فإذا هو رجل معه رسول من جهة القاضي وهو يزعم أن له على نور الدين حقاً يريد أن يحاكمه عند القاضي ، فلما رجع الحاجب إلى نور الدين وأعلمه بذلك أقبل مع خصمه ماشياً إلى القاضي ، وأرسل نور الدين إلى القاضي : أن لا تعاملني إلا معاملة الخصوم ، فحين وصلا وقف نور الدين مع خصمه بين يدي القاضي حتى انفصلت الخصومة ، ولم يثبت لرجل شيء على نور الدين بل ثبت الحق للسلطان على الرجل ، فلما تبين ذلك قال السلطان نور الدين : إنما جئت معه لئلا يتخلف أحد عن الحضور إلى الشرع إذا دعي إليه ، فإنما نحن معاشر الحكام أعلانا وأدنانا خدماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولشرعه فنحن قائمون بين يديه طوع مراسيمه وأنا أعلم أنه لا حق لرجل عندي ومع هذا أشهدكم أني قد ملكته ذلك الذي ادعى به ووهبته له .

منشأ السعادة والشقاء

منشأ السعادة والشقاء من الأفكار والخواطر والهواجس التي تسيطر عليك ، حاول ضخ الأفكار والتوقعات الإيجابية ، وداوم على ذلك دون تردد ، وتعمد الإبتسامه دون تحفظ ، وعبّر بلغة إيجابية ، وجالس من ينشرون السعادة في حنايا في نفسك ، سوف تحس بفرق ... كل يوم تعيشه هو منحه من الله فلا تضيعه بالقلق الحاضر ، أو الخوف من المستقبل ، أو الحسرة على الماضي ..... توكل على الله واتخذ قرارك بالتفاعل الإيجابي مع الحياة .  لوكنت طيراً لسلمان العودة

إني لأستحي من الله

دخل هشام بن عبدالملك (ت125هـ) الحرم فإذا هو بسالم بن عبدالله بن عمر الخطاب ، فقال هشام : سَلني حاجة ، فقال : إني استحي من الله أن أسأل في بيته غيره ، فلمّا خرجا قال هشام : الآن سلني حاجة ، فقال له سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخره ؟ فقال هشام : من حوائج الدنيا قال سالم : والله ما سألت الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها . سير أعلام النبلاء ج 4

الشاعر النميري والحجاج

النميري هو محمد بن عبد الله بن نمير بن خرشة الثقفي(ت90 هـ) شاعر غزل ، من شعراء العصر الأموي ، كان كثير التشبيب والغزل الصريح بزينب أخت الحجاج،كان النميري يهواها, وأرق شعره ما قاله فيها من قصيدته التي مطلعها: تضوع مسكا بطن نعمان إذ بدت                      به زينب في نسوة عطرات تهادين ما بين المحصب من منى                      وأقبلن لا شعثا ولا غبرات يخبئن أطراف البنان من التقى                      ويقتلن بالألحاظ مقتدرات ولما رأت ركب النميري أعرضت                       وكم من أن يلقنه حذرات تهدده الحجاج فلم يأبه له النميري ، فلما بلغ الحجاج ذالك فر إلى اليمن وأقام بعدن مدة ثم قصد عبد الملك بن مروان مستجيراً به، فأجاره, وعفا عنه الحجاج على ألا يعود إلى ما كان عليه. ويروى أن الحجاج لما ألقى عليه القبض قال له: لقد شفع لك قولك "يخبئن أطراف البنان من التقى"، ثم سأله كم كان رك...

حاكم اسلامي وقاضي اسلامي

لما وصل خبر تولية عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) إلى أهل سمرقند ، اجتمعوا فقالوا لواليهم سليمان بن أبي السري : إن قتيبة غدر بنا ولم يدعنا إلى إحدى ثلاث :الإسلام ، الجزية ، القتال ، فوجههم الوالي إلى عمر بن عبدالعزيز فلما سمع عمر ما قالوا ، كتب إلى سليمان يقول : إن أهل سمرقند ، قد شكوا إلي ظلماً ، أصابهم ..... فإذا أتاك كتابي ، فأجلس لهم القاضي فلينظر في أمرهم ، فإن قضى لهم فأخرج المسلمين إلى معسكرهم وهم إلى معسكرهم ، كما كانوا وكنتم من قبل أن يظهر عليهم قتيبة . فحكم القاضي ( جُميعَ  بن حاضر ) لهم على المسلمين ، فقال أهل سمرقند : بل نرضى بما كان ، ولا نجدد حرباً ، وتراضوا بذلك       تاريخ الطبري المجلد 7

بماذا انتشر الاسلام

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية (ت728هـ) : ((إن المسلمين الأولين لم ينقلوا الإسلام إلى الأمم ، ولكن نقلوا الأمم إلى الاسلام )). يحدث هذا دوماً ، إذ هو يسير بنفسه ، حين تتاح أقل فرصة وإمكانية لبيان الإسلام ويتمثله أهله ودعاته ، فكيف لو قام به مجتمع ، وعاشت في ظلّه أمة . لأنه شرع الله العليم الحكيم لخلقه ، الملائم لفطرتهم ، حتى ليكاد ينتشر من دون دعاة وهو مايخشاه أعداؤه ، على تنوع مصالحهم واتجاهاتهم ، رغم امتلاكهم القوى المادية ، وما انفكوا يعبرون عن ذلك بأكثر من أسلوب وبالعديد من الأشكال . الاسلام والغرب والمستقبل ارنولد توينبي

لاتمت علينا ديننا

ويروى أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه (ت57هـ)، نظرت إلى رجل مُتماوِت ، فقالت : ما هذا ؟ فقالوا : أحد القراء . فقالت : قد كان عمر بن الخطاب قارئاً ، فكان إذا قال أسمع ، وإذا مشى أسرع ، وإذا ضربَ أوجع . ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ت23هـ)، نظر إلى رجل مُظهر للنسك متماوت ، فخفقه بالدرة ، وقال : لا تمت علينا ديننا أماتك الله . الكامل للمبرِّد ج 2

المرء بأصغريه

كان وفد المهنئين لعمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) بالخلافة من أهل الحجاز غلام صغير وكان الوفد أختار الغلام ليتكلم عنهم ، وهو أصغرهم ، فلما بدأ بالكلام قال له عمر : مهلاً ياغلام ليتكلم من هو أسن منك ، فقال الغلام : مهلاً يا أمير المؤمنين ، المرء بأصغريه : قلبه ، ولسانه ، فإذا منح الله العبد لساناً لا فطاً وقلباً حافظاً ، فقد استجاد له الحيلة ، يا أمير المؤمنين لو كان الأمر بالسن لكن في الأمة من هو أسن منك - أي أحق بالخلافة من عمر - فأنشأ عمر يقول : تعلم فليس المرء يولد عالماً          وليس أخو علم كمن بات جاهل وإن كبير القوم لا علم عنده            صغير إذا التفت عليه المحافل النموذج الإداري المستخلص من إدارة عمر بن عبد العزيز لمحمد القحطاني

من اسباب سقوط الدولة العثمانية

يفول المؤرخ التركي أحمد جودت (ت1312هـ) متحدثاً عن نهايات الدولة العثمانية : (( وصار أبناء الصدور والقضاة ينالون وظيفة التدريس وهم أحداث وأطفال ، ويترقون لذلك في الوظائف ، حتى أن الواحد منهم لتأتيه نوبته في المولوية - ثاني رتبه في القضاء - وماطر شاربه ولا اخضرّ عذاره . حتى صارت المراتب والمناصب العلمية تؤخذ بالإرث ، فسهل على الوزراء ورجال الدولة تقليدها لأبنائهم وغيرهم ، فازدحم عليها الغوغاء وصار الجهال يموج بعضهم في بعض ، والتبس الأمر وفسد أي فساد )) الانحرافات العقدية والعلمية ج 2 لعلي بن بخيت الزهراني

من ماذا تبكي يابن عبدالعزيز

عن عطاء بن أبي رباح قال : حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز (ت101هـ) أنها دخلت عليه ، فإذا هو في مصلاه يدُهُ على خده ، سائلة دموعه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ! ألشيء حدث ؟ قال : (( يا فاطمة ، إني تقلدت أمر أمّة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتفكرت في الفقير الجائع ، والمريض الضائع ، والعاري المجهود ، والمظلوم المقهُور ، والغريب المأسور ، والكبير وذوي العيال في أقطار الأرض ، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم ، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم فخشيت ألا تثبت لي حجة عند خصومته ، فرحمت نفسي فبكيت )) .  سير أعلام النبلاء لذهبي الجزء 5

محمود زنكي ماذا يقول

قال نور الدين محمود زنكي(ت596هـ) : نحن نحفظ الطرق من اللص وقاطع الطريق والأذى الحاصل فيه ، أفلا نحفظ الدين ونمنع عنه ما يناقضه وهو الأصل . إنما نحن شحن للشريعة نمضي أوامرها ...... وقد مدحه الشاعر ابن منير : كم سيرة أحييتها عمرّية       رفعت لها في الخافقين منار ونوافل صيرتهن لوازماً             بأقلها تستعبد الأحرار أما نهارك فهو ليل مجاهد         والليل من طول القيام نهار

بالعلم سادوا

ويروى عن رجل من قريش قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب(ت94هـ) ، فقال لي يوماً : من أخوالك ؟ فقلت أمي فتاة . فكأني نقصت في عينه ، فأمهلت حتى دخل عليه سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب (ت108هـ)، فلما خرج من عنده قلت : من هذا ؟ فقال : يا سبحان الله ! أتجهل مثل هذا من قومك ؟ هذا سالم بن عبدالله ،فقلت : من امه ؟ قال : فتاة . قال : ثم أمهلت حتى أتاه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ت108هـ)، فقلت : من هذا ؟ فقال : أتجهل من اهلك مثل هذا ؟ هذا القاسم بن محمد ، فقلت : من أمه ؟ فقال : فتاه . قال : ثم أمهلت فأتاه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت95هـ) فقلت : من هذا ؟ قال هذا مالا يسع مسلماً أن يجهله ، هذا علي بن الحسين ، فقلت : من أمه ؟ قال : فتاة .  فقلت : ياعم رأيتني نقصت في عينيك لما علمتَ أني أم ولد ، أفما لي في هؤلاء أسوة . قال : فجللت في عينه جداً  وهؤلاء الشرفاء من اولاد السراري الكامل للمبرِّدج1

اماذا بكى الراهب على عمر بن عبدالعزيز؟!؟!

عن الأوزاعي قال : شهدت جنازة عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) ثم خرجت أريد مدينة قنسرين فمررت على راهب فقال الراهب : يا هذا أحسبك شهدت وفاة هذا الرجل ، فقلت له : نعم ، فأرخى عينيه فبكى سجاماً ، فقلت له : مايبكيك ولست من أهل دينه ؟ فقال الراهب : إني لست أبكي عليه ، ولكن أبكي على نور كان في الأرض فطفئ . سيرة عمر بن عبدالعزيز لابن الجوزي

شجاعة المعتضد

عن خفيف السمرقندي الحاجب قال : كنت مع مولاي المعتضد (ت289هـ) في بعض متصيداته وقد انقطع عن العسكر وليس معه غيري ، إذ خرج علينا أسد فقصدنا فقال لي المعتضد : يا خفيف أفيك خير اليوم ؟ قلت : لا والله . قال : إلا أن تمسك فرسي وأنزل أنا ؟ فقلت : بلى . قال خفيف : فنزل عن فرسه فأمسكتها وغرز أطراف ثوبه في وسط منطقته واستل سيفه ورمى بقرابه إلي ثم تقدم إلى الأسد فوثب الأسد عليه فضربه المعتضد بالسيف فأطار يده فشتغل الأسد بيده ، فضربه ثانية على هامته ففلقها ، فخر الأسد صريعاً فدنا منه فمسح سيفه في صوفه ، ثم اقبل إلي فأغمد سيفه في قرابه ، ثم ركب ثم عدنا إلى العسكر . قال خفيف : وصحبته إلى أن مات فوالله ماسمعته ذكر ذلك لأحد ، فما أدري من أي شيء اعجب ؟ أمن شجاعته أم من عدم احتفاله بذلك حيث لم يذكره لأحد ؟ أم من عدم معاتبته علي حيث ضننت بنفسي عنه ؟ والله ما عاتبني في ذلك قط البداية والنهاية ج11

بهذا تستحق قضاء الدين

روى الطبراني أن رجلاً من بني مخزوم سأل الوليد بن عبدالملك (ت96هـ) قضاء دينٌ عليه ، فقال الوليد : نعم ، إن كنت مستحقاً لذلك ، قال : يا أمير المؤمنين وكيف لا أكون مستحقاً لذلك مع قرابتي لك ؟ قال الوليد : أقرأت القرآن ؟ قال : لا ، قال الوليد : ادن مني فدنا منه ، فنزع عمامته بعصى كانت في يد الوليد وضربه ضربات على رأسه ، فقال لأحد مستشاريه : ضمه إليك فلا يفارقك حتى يتعلم القرآن ، فقام إليه عثمان بن يزيد فقال : يا أمير المؤمنين إن علي ديناً ، فقال : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، فاستقرأه  عشر آيات من الأنفال ، وعشر آيات من براءة ، فقرأ ، فقال : نعم نقضي عنكم دينكم ، ونصل أرحامكم على هذا .         تاريخ الطبراني الجزء 7

إن ربك لمبرصاد

دخل عمرو بن عبيد على أبو جعفر المنصور (ت158هـ) فأكرمه وعظمه ، ثم قال له عظني . فقرأ عليه سورة الفجر إلى (( وإن ربك لبالمرصاد )) فبكى المنصور بكاء شديداً كأنه أول مرة يسمعها ثم قال له : زدني ، فقال عمرو : إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها ، وإن هذا الأمر كان لمن قبلك ثم صار إليك ثم هو صائر لمن بعدك ، واذكر ليلة تسفر عن يوم القيامة ، فبكى المنصور بكاءً شديداً ، فقال سليمان بن مجالد : رفقاً بأمير المؤمنين . فقال عمرو : وماذا على أمير المؤمنين أن يبكي من خشية الله ، ثم أمر المنصور له بعشرة آلاف درهم ، فقال عمرو : لا حاجة لي فيها . فقال المنصور : والله لتأخذنها قال : والله لا آخذها ، ثم قال له : يا أبا عثمان هل من حاجة ؟ قال : نعم ، قال المنصور : وماهي ؟ قال عمرو : لا تبعث إلي حتى آتيك ، ولا تعطني حتى اسألك ، فقال المنصور : إذاً والله لا نلتقي  البداية والنهاية 10 لابن كثير

صلاح حال الانسان في العدل

يقول ابن تيمية (ت728هـ) :  (( إن صلاح حال الإنسان في العدل كما إن فساده في الظلم ، وإن الله سبحانه وتعالى عدله وسواه لما خلقه ، وصحة جسمه وعافيته من اعتدال أخلاطه وأعضائه ، ومرض ذلك الإنحراف والميل .)) مكارم الاخلاق لشيخ الاسلام ابن تيمية

بكاء الذميّ على عمر بن عبدالعزيز

روى الآجري من أن رجلاً ذمياً من أهل حمص قدم على عمر بن عبدالعزيز (ت101هـ) ، فقال : يا أمير المؤمنين اسألك كتاب الله عز وجل ، قال : وما ذاك ، قال الذمي : العباس بن الوليد بن عبدالملك : اغتصبني أرضي ـ والعباس جالس ـ فلتفت عمر على العباس وقال : ما تقول ؟ قال العباس : اقطعنيها أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وكتب لي بها سجلاً ، فقال عمر : ما تقول يا ذمي ؟ قال : يا أمير المؤمنين أسألك كتاب الله عز وجل ، فقال عمر : (( كتاب الله أحق أن يُتَبع من كتاب الوليد ، فاردد عليه يا عباس ضيعته , فردها عليه . أخبار أبي حفص لمحمد بن حسين الآجري

من اخلاق السلف

وعن ميمون بن مهران قال : سمعت ابن عباس يقول : مابلغني عن أخ مكروه قط إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل : إن كان فوقي عرفتُ قدره ، وإن كان نظيري تفضلت عليه ، وإن كان دوني لم أحفل به ، هذه سيرتي في نفسي ، فمن رغب عنها فأرض الله واسعه  أين نحن من أخلاق السلف عبدالعزيز الجليل و بهاء عقيل

هكذا الرجال

دعا سليمان بن عبدالملك (ت99هـ) يزيد بن مسلم وهو موثوق في الحديد ، وكان صاحب أمر الحجاج ، فقال سليمان : لعن الله رجلاً أقادك رسَنه وحكمك في أمره ، فقال يزيد : لا تقل هذا يا أمير المؤمنين ، إنك ازدريتني والأمر عني مدبر ، وعليك مقبل ، ولو رأيتني والأمر علي مقبل ، لاستعظمت من أمري ما استحقرت واستكبرت منه ما استصغرت ، فقال له سليمان : صدقت ، فقال له ، عزمت عليك يا ابن مسلم لتخبرني عن الحجاج أتراه يهوي في جهنم أم قد قربها ، قال : يا أمير المؤمنين لا تقل هذا في الحجاج وقد بذل لكم النصيحة ، وأخفر دونكم الذمة ، وآلا وليكم وأخاف عدوكم ، وإنه يوم القيامة لعن يمين عبدالملك ويسار الوليد ، فاجعله حيث شئت ، فصاح سليمان استكراها لكلامه وأمر بإخراجه ، ثم التفت لجلسائه وقال : ثكلته أمه ، ما أحسن بديهته ، وأحد قريحته ، وأمر بحل قيوده ولم يتعرض له             الشهب اللامعة لعبدالله بن رضوان

شيء من فتنة القرامطة

في سنة 317هـ أمر سليمان الجنائي القرمطي " لعنه الله " جنوده أن يقتلوا الحجاج في الطواف وفي السعي ، وأمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم ، ودفن كثير منهم في أماكنهم في الحرم ، وفي المسجد الحرام ، وياحبذا تلك القتلة وتلك الضجعة ، وذلك المدفن والمكان ، ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ، وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها ، وشققها بين أصحابه ، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبه فيقتلعه ، فسقط على أم رأسه فمات لعنه الله . فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب ، ثم أمر أن يقلع الحجر الأسود ، فجاءه رجل فضرب الحجر بمثقل في يده وقال : أين الطير الأبابيل ، أين الحجارة من سجيل ؟ ثم قلع الحجر الأسود شرفه الله وكرمه وعظمه ، وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم ، فكان عندهم 22 سنه

موت صلاح الدين

توفي صلاح الدين في 589 هـ ، فأفجع موته المسلمين عمومًا والدمشقيين خصوصًا ، وبكاه الكثيرون عند تشييعه وقيل إن العاقل حتى كان ليُخيل له أن الدنيا كلها تصيح صوتًا واحدًا من شدة البكاء ، وغشي الناس ما شغلهم عن الصلاة عليه ، وتأسف الناس عليه حتى الفرنج لما كان من صدق وفائه ، وعندما فُتحت خزانته الشخصية لم يكن فيها ما يكفي من المال لجنازته، فلم يكن فيها سوى سبعة وأربعين درهمًا ناصريًا ودينارًا واحدًا ذهبًا، ولم يخلف ملكًا ولا دارًا، إذ كان قد أنفق معظم ماله في الصدقات. وكان ڤيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا عندما زار دمشق توجه إلى مدفن صلاح الدين ووضع باقة زهور جنائزية على قبره عليها نقش معناه "ملك بلا خوف ولا ملامة، علّم خصومه الفروسية الحقيقية" و قال عنه ستيفنس : كان صلاح الدين موفقاً في خططه , ماهراً في عمله , سريعاً في تقدير عدوه ، ما تردد لحظة واحدة في تنفيذ ما رسمه ، كان صبوراً امام الشدائد , عظيم الثقة بنفسه .       صلاح الدين الايوبي و عصره لمحمد فريد ابو حديد

من أين تعلمت الكرم

قيل للفضل بن يحيى البرمكي : ما أحسن كرمك لولا تيه فيك، فقال: تعلمت الكرم والتيه من عمارة بن حمزة. فقيل له: وكيف ذلك؟ فقال: كان أبي عاملا على بعض كور بلاد فارس، فانكسرت عليه جملة مستكثرة، فحمل إلى بغداد، وطولب بالمال، فدفع جميع ما يملكه، وبقيت عليه ثلاثة آلاف ألف درهم لا يعرف لها وجها، والطلب عليه حثيث، فبقي حائرا في أمره، وكانت بينه وبين عمارة بن حمزة منافرة ومواحشة، لكنه علم أنه ما يقدر على مساعدته إلا هو، فقال لي يوما وأنا صبي: امض إلى عمارة وسلم عليه عني وعرفه الضرورة التي قد صرنا إليها واطلب منه هذا المبلغ على سبيل القرض إلى أن يسهل الله تعالى باليسرة، فقلت له: أنت تعلم ما بينكما، وكيف أمضي إلى عدوك بهذه الرسالة وأنا أعلم أنه لو قدر على إتلافك لأتلفك؟ فقال: لا بد أن تمضي إليه لعل الله يسخره ويوقع في قلبه الرحمة، قال الفضل: فلم يمكني معاودته، وخرجت وأنا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، حتى أتيت داره واستأذنت في الدخول عليه، فأذن لي، فلما دخلت وجدته في صدر إيوانه متكىء على مفارش وثيرة، وقد غلف سعر رأسه ولحيته بالمسك، ووجهه إلى الحائط وكان من شدة تيهه لا يقعد إلا كذلك، قال الفضل: فوقفت أسفل الإي...

نور الاسلام في الهند

عندما ظهر الإسلام أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك "ماليبار" في عام (7هـ = 628م) رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام, ويُرْوَى أن "تشيرمان برمال" ملك "كدنغلور" قد زار النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصلت إلى بلاد "ماليبار" جماعة من الدُّعاة المسلمين العرب، على رأسهم مالك بن دينار وشرف بن مالك، ونزلوا في مدينة "كدنغلور"، ثم جابوا جميع أنحاء كيرالا داعِينَ إلى الإسلام وبنوا العديد من المساجد ومع ازدياد الحركة التِّجاريَّة بين شبه الجزيرة العربية وشبه الجزيرة الهندية في صدر الإسلام كان للتجار المسلمين الفضل في نشر الإسلام من خلال معاملاتهم بأمانة وصدق مع أهل هذه البلاد, حيث وَجَدَ الإسلام في الهند أرضًا خصبة سهلة، فأصبح في كل ميناء أو مدينة اتَّصل بها المسلمون جماعة اعتنقوا الإسلام، وأقاموا المساجد، وباشروا شعائرهم في حُرِّيَّة تامَّة لمَّا كان للمسلمين والعرب في ذلك الوقت من منزلة عند الحُكَّام باعتبارهم أكبر العوامل في رواج التجارة الهندية التي كانت تدرُّ على هؤلاء الحكام الدخل الوفير ملحمة الاسلام في الهند لعدنان النحوي

محمد بن القاسم فاتح الهند

حدث في سنة 88هـ أن سفينة عربية كانت قادمة من جزيرة الياقوت (بلاد سيلان) عليها نساء مسلمات، وقد مات آباؤهنَّ ولم يبق لهنَّ راعٍ هناك، فقررن السفر للإقامة في العراق، ورأى ملك سيلان في ذلك فرصة للتقرب إلى العرب فوافق على سفرهنَّ، بل حمل السفينة بهدايا إلى الحجاج والخليفة الوليد بن عبد الملك، وبينما كانت السفينة في طريقها إلى البصرة مارة بميناء الديبل ببلاد السند، خرج قراصنة من السند واستولوا عليها. وعندئذ كتب الحجاج إلى ملك السند يطلب منه الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة، ولكنه اعتذر عن ذلك بحجة أن الذين خطفوا السفينة لصوص لا يقدر عليهم، فبعث الحجاج حملتين على الديبل، الأولى بقيادة عبيد الله بن نبهان السلمي، والثانية بقيادة بديل البجلي، ولكن الحملتين فشلتا، بل قتل القائدان على يد جنود السند. ووصلت الأخبار إلى الحجاج أن النساء المسلمات والجنود العرب مسجونين في سجن الديبل، ولا يريد ملك السند الإفراج عنهم عنادًا للعرب، وهنا كانت الأسباب تلح على الحجاج في إرسال جيش كبير لفتح تلك البلاد التي كان قراصنتها يضايقون السفن العربية التجارية المارة بين موانئ البلاد العربية وموانئ بلاد الهند. وبالف...

بن سبكتكين ونشر الاسلام في الهند

قال الدكتور عدنان النحوي في كتابه "ملحمة الإسلام في الهند": "لما جاء السلطان محمود الغزنوي(سبكتكين) (ت421هـ) كان همه الأول نشر الإسلام وإزاحة الشرك والوثنية، واستمر جهاده في الهند خمسًا وعشرين سنة؛ فهزم الملك "جيبال"، وفتح السلطان قلعة "كواكير"، وحطم أصنامهم التي بلغت ستمائة صنم، وهزم الملك "أنندبال" في صحراء "بيشاور"، وأبلت النساء المسلمات في الحرب بلاءً عظيمًا، وفتح قلعة "نكركوت"، وحطم صنمهم الأعظم هناك، وكذلك اتجه إلى "تهانسير" ليحطم الصنم الذي كانوا يعظمونه كثيرًا، وحاول أحد ملوك الهندوس ثنيه عن عزمه هذا بإغرائه بالمال الوفير، فأجابه السلطان محمود: إننا مسلمون نعمل لنشر الإسلام وهدم الأصنام ومعابدها، وبذلك نجد أضعافًا مضاعفة من الأجر والثواب عند الله، ولا حاجة لنا بهذا المال. وعندما توجه إلى كشمير أسلم ملكها على يديه، ثم توجه إلى "كجرات"، وقصد معبد "سومنات" فيها، وحاول الوثنيون إقناعه بالعدول عن عزمه ذلك وعرضوا عليه الأموال، فأبى وقال: ما خرجت إلا لتحطيم الأصنام وإعلاء كلمة الله. وفتح أما...

سبكتكين والرحمه الاسلاميه

أرسل ملك الهند إلى سبكتكين الرسل يطلب الصلح وترددت الرسل على سبكتكين لكن ابنه محمود كان يرفض، ثم قال لهم جيبال: أن الهناكدة سيفقؤون أعين أفيالهم ويرمون أولادهم في النار ويخربون بيوتهم ثم سينتحرون وسيدخل المسلمون ولايجدون إلى خرابا ودمارا، عنده قرر سبكتكين وابنه محمود أن يوافقوا على الصلح بشرط أن يدفع لهم ملك الهند مليون درهماً وأن يسلم له مدناً وقلاعاً من الهند وأن يعطيه خمسين فيلاً، ورهن سبكتكين جماعة من أقرباء ملك الهند عنده لعله عندما يسحب جيشه يرفض ملك الهند تسليمه أراضي الهند، وعند وصول المسلمين الذين أتوا لتنفيذ شروط الصلح نقض الصلح وقبض عليهم وأخذهم رهائن عنده، فلما سمع سبكتكين جمع جيشه وسار إلى الهند فدمر كل المدن التي مر عليها ثم ذهب إلى لمغان، وهي أحصن قلاع الهند ففتحها سبكتكين ودمر بيوت الأصنام وأقام شعائر الإسلام، ثم عاد إلى غزنة، فلما سمع "جيبال" بذلك حشد مئة ألف مقاتل واتجه إلى سبكتكين فلقيه سبكتكين، وأمر سبكتكين جنوده أن يتناوبوا بالقتال فتعب الهنود من القتال المتواصل وهزم الهنود شر هزيمة وأخذت منهم رهائن كثيرة جداً وغنم منهم أموالٌ وحيوانات كثيرة، وذل الهنود ب...

محمد قاسم بن أسد عالم الهند

هو الشيخ الإمام حجة الإسلام في الهند، العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي الصديقي النانوتوي – رحمه الله - أحد العلماء الربانيين . وُلِدَ عام 1248هـ ببلدة نانوتة بمديرية سهارنفور بولاية أترابراديش ، الهند ، وتوفي سنة 1297هـ ببلدة ديوبند ودفن بها. تتلمذ ونشأ على يد الشيخ مملوك علي النانوتوي – رحمه الله - (المتوفى عام 1267هـ ) وقرأ عليه سائر الكتب الدراسية ، وأخذ الحديث وعلومه عن الشيخ العلامة عبد الغني المجددي الدهلوي – رحمه الله - (المتوفى سنة 1296هـ) . كان أزهد الناس وأكثرهم عبادة وذكراً ، وأبعدهم عن زي العلماء ، ولبس المتفقهة من العمامة ، والطيلسان وغيرها . له مشاهد عظيمة في المباحثة مع النصارى ، وعلماء الديانة الآرية. أشهرها المباحثة التي وقعت ببلدة تشاند بور بمديرية شاه جهانبور بولاية أترابراديش؛ فناظر أحبار النصارى ، وأساقفهم ، وعلماء الهنادك غير مرة ، فغلبهم وأقام الحجة عليهم بفضل من الله تبارك وتعالى . وله مصنفات علمية دقيقة تبلغ زهاء ثلاثين ، تدل على سعة علمه ، و عمق تفكيره ، و دقة نظره في دقائق العلوم ، ومعارف وعلوم الكتاب والسنة ، وحكمته البالغة في الجمع بين خيري الدين والدنيا....

الحكم المغولي في الهند

الحكم المغولي (التيموريون) محمد بابر شاه: تمكن إبراهيم الثاني آخر ملوك اللوديين من السيطرة على الحكم في دهلي, فاتصلوا بظهير الدين محمد بابر حاكم غزنة في بلاد الأفغان, الذي أقبل بجيشه إلى الهند, واستطاع أن ينتصر على إبراهيم الثاني في موقعة باني بت عام 932هـ واتخذ من مدينة أغرة مقرًّا له في الهند، ثم اجتمع بقية أمراء اللوديين، وتعاون معهم الراجبوت الذين يمثلون أكبر قوة في وسط الهند, وكوَّنوا حلفًا ضد ظهير الدين فأعلن ظهير الدين الجهاد ضد الكفرة والراجبوت ومن يؤازرهم, فالتقى الجمعان في موقعة خانوه عام 933هـ، وانتصر ظهير الدين وأعلن بعدها التسامح الديني في الهند ليسيطر على الحكم, وتوفي عام 937هـ وتولى بعده ابنه همايون.   همايون: وفي عهده تفتتت الدولة المغولية واستقلت الكثير من الإمارات وازداد الخطر الصليبي، فقد وصل البرتغال إلى سواحل الهند, وأقاموا بعض المراكز لهم منذ عام 914هـ، واستنجد حاكم كوجرات المستقلة بالخليفة العثماني سليمان القانوني لإبعاد البرتغاليين عن سواحله، فأرسل الخليفة أسطولاً كبيرًا أنزل بالبرتغاليين هزائم منكرة, ثم تعاهد حاكم الكوجرات مع البرتغاليين على بناء قلعة لهم ف...

سقوط الدولة المغولية في الهند

سقوط الدولة المغولية في الهند: كانت إنجلترا إذا احتلت جزءًا من الهند عملت على تقريب الهنادك واضطهاد المسلمين, وكانت الحامية البريطانية في الهند تتضمن هنودًا سواء من المسلمين أو الهنادك، وذلك للحصول على مصدر يرزقون منه, حيث عم الفقر في البلاد بعد سيطرة الإنجليز على كل مواردها، وفي مرة من المرات أمر الإنجليز جنودهم باستخدام الشحم المأخوذ من الخنزير لكي يصونوا بنادقهم, فثار المسلمون على هذا الأمر ورفضوه، وخاصة أنه يمس عقيدتهم, فقضى الإنجليز على الثائرين من المسلمين, فتألم إخوانهم لذلك وهجموا على الضباط الإنجليز, وقتلوا أحدهم ثم فروا إلى دهلي عند الملك بهادور آخر ملوك المغول، واشتعلت الثورة في أكثر بلاد الهند, فسار الإنجليز بقوة كبيرة إلى دهلي وحاصروها, ثم استطاعوا دخولها لتفوق أسلحتهم وقبضوا على الملك بهادور وقتلوا أبناءه أمامه، بل وطبخوا له طعامًا من لحومهم, ونفوه إلى رانغون عاصمة بورما, وألغى الإنجليز الحكم المغولي في الهند, وأعلنت فرض سيطرتها الكاملة على كافة أجزاء الهند, وأخذوا ينكلون بالمسلمين فهدموا الكثير من المساجد وصادروا أملاكهم، وحولوا بعض المساجد إلى ثكنات عسكرية, ورحب الهنادك...

بن سبكتكين غازي بلاد الهند

غزا السلطان 'محمود' بعد ذلك أقاليم : 'ويهنده'، و'الملثان'،  و'بهاتندة'، ثم حارب 'أناندابال'، وانتصر عليه، وأزال حكمه من شمال  'الهند' تماماً وقضى على سلطانه في 'البنجاب' وبعد ذلك مباشرة عمل  على نشر الإسلام الصحيح في كل نواحى 'السند' إلى حوض 'البنجاب' . تصدى السلطان 'محمود' لمحاولة أمراء شمال 'الهند' استعادة ما أخذ المسلمون،  وانتصر عليهم في معركة هائلة سنة 398 هجرية، وفتح أحصن قلاع 'الهند'  قلعة 'بيهيمنكر' على جبال 'الهملايا'، وأخضع مدينة 'ناردبين' أحصن وأقوى مدن إقليم 'الملتان' . وفي سنة 408 هجرية فتح السلطان 'محمود' إقليم 'كشمير'،  وحوله لبلد مسلم، وكان لهذا الفتح صدى بعيد نتج عنه دخول العديد من أمراء  'الهند' في الإسلام، وعبر السلطان 'محمود' بجيوشه نهر 'الكنج' أو 'الجانح'  وهدم نحو عشرة آلاف معبد هندوسى، ثم هاجم أكبر مراكز 'البراهمة' في  'موجهاوان' وواصل تقدمه وهو يحطم أية قوة هندية تبرز له، و...